الاعتقادات الشعبية الأسطورية. بقلم. محمد فتحي المقداد)

الاعتقادات الشعبية الأسطورية
بقلم( محمد فتحي المقداد)*

لصحيفة آفاق حرة

 

الريف بشكل عام لا يزال واقعاً تحت تأثير المعتقدات الشعبية, وهي تتفاوت من شخص لآخر ومن ومجتمع لآخر, وكذلك هناك تأثير للكثير من الخرافات المتوارثة يتداولها الناس, وتحتل قسماً كبيراً من تفكير بعض الناس ويعتقدون بصحتها وتأثيرها في حياتهم. و يقال بأن 75% من أمراض الناس هي أمراض نفسية, رغم أن كثيراً من الأشياء التي سأتناولها في هذا المقال ليست علاجاً بل لما لها تأثير نفسي يعتقد فيه من يعتقد بنفع أو مثل تلك الأشياء, ومن يقوم بذلك بكل تأكيد سنطلق عليه اسم بائع الأوهام.بعمل يبتز به الأشخاص من خلال الأموال الكثيرة التي يأخذها لقاء تلك الأعمال, وكثيراً ما تتعرض بعض النساء للإبتزاز الجنسي من خلال المصيدة التي يقوم بها هؤلاء الذين لا يخافون الله فينتهكون الحرمات.

– التمائم : فالتمائم هي ما يعلق على الشخص المصاب بشيء من مس أصابه فمن ذلك الخرزة الزرقاء و التي يعتقد بها بعض الناس أنها ترد العين, وكذلك وضع القلادات في العنق التي تحتوي على بعض العظام من رقبة بعض الحيوانات خصوصاً من رقبة الذئب.

– خرزة الكبسة, وهي خرزة كبيرة نسبياً وهي ذات لون داكن من بين الأخضر والبني, تضعها المرأة الولاّدة بطرف منديلها أو الإيشارب الذي ترتديه على رأسها, بعد عملية الوضع, لأنه يعتقد أنه إذا دخلت امرأة عليها العادة الشهرية فإنها تكبس الولاّدة وذلك بتأخير نزول مرفقات المولود أو أن تتسبب لها ببعض المتاعب والآلام الغير معتادة.

– الحجب : يعتقد كثير من الناس بأهمية الحجب التي يكتبها الشيوخ الذين هم يعملون مثل تلك الأشياء , لمن يطلبها لمريض أو مصاب بمرض نفسي أو صد من الجن أو للبنت التي تأخرت عن سن الزواج ولمن أصبحت علاقتها بزوجها غير حسنة فيكتب للمحبة, وكذلك لمن أراد أن يكيد للآخرين بتفريق العلاقة بين الأزواج, فمن الحجب من تتعامل بالآيات القرآنية, ومنها ما يتعامل مع الطلاسم المحرمة.

– السحر, حيث يقوم بهذا العمل فئة من المشايخ ذوي النفوس الضعيفة التي تريد فقط جمع المال , وهم يعملون السحر عن طريق كتابة الأوراق التي يطلبون من أصحابها إذابة الكتابة بالماء وسقيها للشخص المستهدف منها, ومن السحر بوضع قطعاً من الحيوانات الميتة ومن قطع الثياب من الشخص المراد سحره ومن شعره ومن ذلك ما يسحق من هذه السموم ووضعها مع الطعام مما تسبب ذلك بموت الكثير من الأشخاص أو إصابتهم بمرض مزمن غير معروفة أسبابه للأطباء إذا عرضت عليهم الحالة ممن ووضع لهم هذا الطعم.أو يطلبون منهم وضع هذا السحر في بيت عتيق في أحد جدرانه أو في قبر دارس أو تحت أنقاض, بحيث لا ينكشف أمره ويفسد .

– الرقية: وهي قراءة القرآن أو بعض الأدعية على من يصاب بالتعب أو وجع الرأس فيعتقد أنه أصيب بعين من أحد الحاسدين, فمن ذلك مطلوب ممن رأي مثلاً طفلاً جميلاً بحركاته الخفيفة أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم, والذي يقوم بعميلة الرقية تلك إما امرأة أو رجل يعتقد الناس بصلاحه, وهناك من يدعو بأشياء لا صحة لها إنما هي أقوال موروثة عن جهل دون تمحيص.

– درج السبعة: حجاب يكتبونه للمرأة الحمال عندما تصبح في الشهر السابع, ويعتقد كثير من الناس أن هذا الحجاب ينفع في أن يجعل المرأة الحامل في مأمن من الخطر حتى تضع حملها.

– اللّجِمْ ( التحويطة): فالشخص الذي تضيع له دابة في البرية, وخوفاً عليها من أن تأكلها الوحوش الكاسرة, فيقوم ذلك الشخص بإرسال سكينة صغيرة لا يتعدى طولها عن 10 سم تسمى ( ريشة) باللهجة المحكية و تنطوي على نفسها, إلى أحد الأشخاص الذين يطلقون عليهم تسمية شيوخ, فيقرا الشيخ عليها تعويذة خاصة في ذلك المقام, وينبه على الشخص بأن يخفي السكين في مكان خفيّ ويجب أن تبقى مغلقة ولا يجب عليه أن يفتحها حتى تظهر تلك الدابة التي لم تفترسها الوحوش أو إذا كانت ميتة فإن الوحوش لا يمكنها أن تقترب من الجثة.

– طاسة الروعة: وهي إناء صغير مذهب أو بلون الفضة مكتوب في داخلها آية الكرسي وفي وسطها مجموعة من الشناشيل الناعمة على شكل مربع أو مثلث أو أي شكل آخر مكتوب عليها كلمة الله, فمن أصيب برعب أو خوف يسقونه بها شربة ماء يعتقد أمها تهدئ روعه وتزيل اضطرابه أو خوفه.

– القلائد: الني توضع في رقبة الأطفال وهي على شكل هلال بلون ذهبي أو فضي مكتوب عليها آية الكرسي , ومن ذلك على شكل كف ذهبي صغير توضع معه بعض الخرزات الزرقاء لطرد العين والحسد. ومنها كف من خرز أزرق كان يربط بشعر الطفل بشكل دائم ليحفظه من العين والشر والحسد.

– قلادة خاصة للبيوت الجديدة:الكتابة على قشر البيض بعض الطلاسم و الآيات القرآنية بعد أن تثقب البيضة من جهتين ثقباً صغيراً وتفريغ محتوياتها ومن ثم يكتب عليها وبعد ذلك يوضع خيط في الثقب و ويعلق فيه مجموعة من الخرز الأزرق أو الملون أو وضع فردة حذاء صغيرة وخصوصاً إذا كانت حمراء يعتقد كثير من الناس أن ذلك يصد العين والحسد .

– المندل: وهي طريقة يعلمها بعض المشايخ حيث يحضرون الجن من خلا ل قراءة شيء من القرآن والطلاسم والأسماء الغريبة ومن خلال ذلك يكشفون عن أماكن الكنوز المدفونة في باطن الأرض أو الدلالة على غرض مسروق للكشف عن مكانه.

– قراءة الكف: وهي من العلوم التي يقوم بها بعض من الناس الذين تعلموا أسرار ذلك من خلال معرفة حال الشخص وما يفكر فيه وما يخبيء له الحظ في المستقبل.( كذب المنجمون ولو صدقوا)

– قراءة الفنجان, ويقوم به بعض الناس سواء رجال أو نساء من خلال تفسير بعض الخطوط التي تتكون بعد أن تقلب فنجان القهوة الحلوة بعد الإنتهاء من شربة حيث يبقى بأرضيته تفل القهوة وقارئ الفنجان يبني على تلك الخطوط قصصاً وروايات ( كذب المنجمون ولو صدقوا)

– البصاّرة أو التبصير: ويقال لها أيضاً( الخطّاطة) لأنها تقرأ خطوط الحظ و هذه المهنة التي تقوم بها المرأة الغجرية( النورية) وتعتمد على بعض الحصى وقطع صغيرة من عظام الحيوانات وكذلك بعض الأصداف البحرية الصغيرة حيث تجلس تلك المرأة على الأرض وتخرج ذلك الكيس القماشي الصغير وتنثر ما فيه أمامها, وتبدأ بنسج قصص خيالية يجود به ذكاءها وتحكي طبعاً بشكل عام عن رزق سيأتي أو غائب في سفر سيعود وعن شاب قادم للزواج وهو فأل خير لفتاة لم تتزوج بعد وعن بنت جميلة ستكون عروساً لشاب لم يتزوج أو أي شيء سيحدث في ذلك البيت أو للأسرة و هي تقوم بالتحذير من الحظ الأسود القادم.

– التنجيم: يقوم به المنجم الذي يعرف علم النجوم ومنازلها ومن خلال ذلك يقوم بعملية حساب على طريقة أن لكل حرف رقم, ويأخذ اسم الشخص واسم أمه ويقوم بحساب القيمة التي تساوي تلك الأحرف ويقوم بتفسيرها.

– التبييت, تقوم بعض النساء بأخذ مثلاً غطاء رأسها أو أي قطعة قماش لشخص يقال له شيخ, يقوم بوضع قطعة القماش أو الغطاء تحت وسادته ويكون حلمه متناسباً مع متطلبات تلك المرأة, فتأتيه في اليوم الثاني لتجلس و يحدثها بما رأى في منامه لها, بشكل طبيعي بعد أن تكون قد قصت عليه مشكلتها و أزمتها.

– إخراج الجن من الجسد: كثيراً ما يصاب بعض الناس بأمراض نفسية فتشخص حالتهم من قبل الدجالين على أنهم مصابون بمس من الجن يحتاج للبخور والقراءة من خلال تحضير الجن والقيام ببعض الأفعال الخارقة أو المجيء ببعض الأخبار الخاصة من حياة ذلك الشخص, ولكن المصيبة تكون أكبر إذا المريض أنثى حيث يشترط على أهلها أن يخلو بها حتى يستطيع أن يخرج الجن منها , ومن خلال تخديرها يقوم بالاعتداء عليها وكثيراً ما أنشؤوا شبكات للدعارة من خلال تلك الأفعال الشنيعة و والوضيعة .

– سكب الماء في عتبة الغرفة أو الصوت هو مما يزعج الجن حيث أمهم يلمسون الشخص أو الطفل مما يجعله يصاب باللقوة, هو ميلان أحد الخدين مع العين و والفم باتجاه آخر, وكثيراً ما كان يلجأ أهل من يصاب بذلك إلى الشيوخ لمعالجته من مس الجن بواسطة البخور وقراءة القرآن مع الضرب على الجسد والوجه بحذاء لطرد الجن من جسمه. و لإتقاء ذلك كان على من يسكب الماء ليلاً وخاصة يومي الإثنين والخميس أن يقول دستور , وهو طلب الإذن من الجن( بسم الله الرحمن الرحيم, دستور يا أصحاب المكان أو المطرح).

– وضع مكنسة بعتبة الغرفة إذا الطفل يجلس لوحده في الغرفة, كانوا يعتقدون أن هذه المكنسة تعمل على حفظ الولد.

– كسر حاجة: إذا كانوا لا يرغبون في عودة ذلك الشخص إليهم ثانية.

– الدق على الخشب: للفت الانتباه عن شيء فيه خير شخص لكي لا يصاب بالحسد عن طريق العين.

– صفير الأذن( صياح الأذن) في بعض الأوقات يعقد بعض الناس أن آخرين قد ذكروهم إما بخير أو سوء .

– حكة الكف : يعني ذلك اعتقاد بعض الناس أنهم سيمسكون فلوساً.

– حكة الرجل : يعتقد بعض الناس أنهم سيسافرون.

– حكة الأنف. يعتقد من يصاب بحكة على ظاهر أنفه أنه سيأكل وجبة من اللحم

– رؤية الغراب الأسود تدل على التشاؤم وحدوث ما لا تحمد عقباه .

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!