التنمية الإدارية في خدمة التنمية المستدامة/بقلم محمد عبد الكريم يوسف

 

 

مقدمة :

تلعب التنمية الإدارية دورا هاما في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع وتساهم عبر مبادئها في تحقيق التوازن في الإدارات والمنظمات والهيئات على اختلاف أنواعها ومراتبها الحكومية وفي القطاعات العامة والمشتركة والخاصة . سنحاول في هذا المقال أن نجد إطارا نتعرف من خلاله على التنمية المستدامة في مختلف جوانب الحياة التي تمس حياة المواطن اليوم وغدا.

تعريف التنمية الإدارية : يشير لفظ التنمية إلى العمليات المخططة الهادفة إلى إجراء التحسين والتطوير في المجالات المختلفة . وفي مجال الأفراد يقصد بها بالمعنى الواسع جميع العمليات الرسمية وغير الرسمية التي تؤدي إلى زيادة معارف الأفراد وتنمية مهاراتهم وتغيير اتجاهاتهم . وتحدث التنمية الرسمية عندما يتعلم الفرد نتيجة للمشاركة في البرامج التعليمية والتربوية والإدارية التي تتم في إطار تنظيمي رسمي . في حين تحدث التنمية غير الرسمية من خلال المواقف التي يواجهها الفرد في حياته.

تعريف التنمية المستدامة :هي عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر بدون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها. ويواجه العالم خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي.

الإطار العملي للتنمية المستدامة : تتطلب التنمية المستدامة تحسين ظروف المعيشة لجميع الأفراد العقلية والمادية دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية إلى ما يتجاوز قدرة كوكب الأرض على التحمل.  وتجري التنمية المستدامة في ثلاثة مجالات رئيسة هي النمو الاقتصادي  عن طريق خلق مشاريع إنتاجية استثمارية توظف الطاقات المادية والبشرية في المجتمع ، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئية من دون الجور عليها في الاستثمار، والتنمية الاجتماعية عن طريق خلق البيئة القانونية والمعرفية والثقافية في المجتمع التي تتيح النهضة الاجتماعية ومكافحة البطالة والفقر. إن من أهم التحديات التي تواجهها التنمية المستدامة هي القضاء على الفقر، من خلال التشجيع على إتباع أنماط إنتاج واستهلاك متوازنة ، دون الإفراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية.

أهداف التنمية المستدامة :

  • القضاء على الفقر
  • القضاء التام على الجوع
  • الصحة الجيدة و الرفاه
  • التعليم الجيد والموثوق
  • المساواة بين الجنسين
  • المياه النظيفة والنظافة الصحية
  • الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة
  • العمل اللائق ونمو الاقتصاد
  • الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية
  • الحد من أوجه عدم المساواة
  • مدن ومجتمعات محلية مستدامة
  • الاستهلاك المسؤول و الإنتاج المسؤول
  • العمل المناخي
  • الحياة تحت المياه البحرية والنهرية والبحيرات
  • الحياة في البر
  • السلام والعدل والمؤسسات القوية
  • عقد الشراكات لتحقيق الأهداف

التنمية الإدارية والتنمية المستدامة:

تلعب التنمية الإدارية دوراً كبيراً وعظيماً في تقدم الأمم والمجتمعات في مختلف أرجاء العالم. و يشير مؤسس علم الإدارة ” هنري فايول ” إلى أن الفرق بين شركة ناجحة و أخرى فاشلة ، مؤسسة ناجحة و أخرى فاشلة ، منظمة ناجحة و أخرى فاشلة ، أن هناك مديراً ناجحاً أو مديراً فاشلاً.

فإذا نجحت هذه الشركة و تلك ، و هذه المؤسسة و الأخرى و هذه المنظمة و البقية، فهذا يعني نجاح المجتمع بتحقيق التنمية في كافة قطاعاته المختلفة : التعليمية و الصحية و العلمية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية … الخ ، بما ينعكس في النهاية على رفع مستوى المعيشة لأفراد ذلك المجتمع و تحقيق الرفاهية لعموم أفراده .

ليس غريبا أن يسعى العلماء و الباحثون منذ فجر التاريخ بالبحث عن الوسائل و الأساليب و الطرق الكفيلة ببناء المدير الناجح والفعال في تحقيق الأهداف . فظهرت العديد من النظريات و لا زال يظهر الجديد منها بين فترة و أخرى و سيظل البحث مستمراً و دائماً لتحقيق الكفاية الإدارية . وهناك الكثير من الأمراض التي تقف عائقا أمام التنمية الإدارية الناجحة وبالتالي تأخير التنمية المستدامة ( قد  تكون قصة القارب الياباني أفضل ما يلخص أمراض المجتمع الإدارية). يمكن أن نلخص أمراض العقل الإداري بما يلي :

  • أمراض الواسطة
  • أمراض المحسوبية
  • أمراض النفاق الإداري
  • أمراض الانفصام الإداري
  • أمراض قلة الكفاءة الإدارية
  • أمراض الظلم الإداري
  • أمراض اللف والدوران في تطبيق القانون
  • أمراض التأويل

والقائمة تطول وقد لا تنتهي بسهولة

دور تقنية المعلومات والاتصالات في تحقيق التنمية المستدامة :

تستطيع تقنية المعلومات أن تلعب دوراً مهماً في التنمية المستدامة، إذ يمكن تسخير الإمكانات غير المحدودة التي توفرها تقنية المعلومات من أجل إحلال تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية وبيئية، وذلك من خلال تعزيز التكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة عن طريق:

  1. تعزيز أنشطة البحث والتطوير لتعزيز تكنولوجيا المواد الجديدة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، والتكنولوجيات الحيوية ، واعتماد الآليات القابلة للاستدامة .
  2. تحسين أداء المؤسسات الخاصة من خلال مدخلات معينة مستندة إلى التكنولوجيات الحديثة ، فضلاً عن استحداث أنماط مؤسساتية جديدة تشمل مدن وحاضنات التكنولوجيا.
  3. تعزيز بناء القدرات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الاقتصاد القائم على المعرفة، ولاسيّما أن بناء القدرات هو الوسيلة الوحيدة لتعزيز التنافسية وزيادة النمو الاقتصادي وتوليد فرص عمل جديدة وتقليص الفقر.
  4. وضع الخطط والبرامج التي تهدف إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع معلوماتي بحيث يتم دمج التكنولوجيا الجديدة في خطط واستراتيجيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع العمل على تحقيق أهداف عالمية كالأهداف الإنمائية للألفية.
  5. إعداد سياسات وطنية للابتكار واستراتيجيات جديدة للتكنولوجيا مع التركيز على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

تعد المعارف والمعلومات والاتصالات  بالطبع عنصراً أساسياً لنجاح التنمية المستدامة ، حيث تساعد على التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية ، وتساعد على تحسين الإنتاجية والأمن الغذائي وسبل المعيشة في الريف غير أنه لا بد من نقل هذه المعارف والمعلومات بصورة فعالة إلى الناس لكي تحقق الفائدة منها، ويكون ذلك من خلال الاتصالات، حيث تشمل الاتصالات من أجل التنمية الكثير من الوسائط الموجهة للتنمية المجتمعية، والطرق المتعددة الوسائط للتدريب وشبكة الإنترنت للربط بين الباحثين ورجال التعليم والمرشدين ومجموعات المنتجين مع بعضها ومع مصادر المعلومات العالمية.

الأهداف الإنمائية بين عام 2000 و2012

كانت الخطة الدولية للتنمية المستدامة تهدف لتحقيق ما يلي :

وقد نجحت في ذلك حتى عام 2012 حيث تعرض المشروع لانتكاسة في معظم الدول بسبب انتشار الاضطرابات والحركات المسلحة في الكثير من الدول.

حدث غدا…..

تبين الأهداف الإنمائية للألفية أن تحديد الأرقام المستهدفة وسيلة نافعة . فقد ساعدت على إنهاء الفقر لدى البعض ، ولكن ليس لدى الجميع.

إن أهداف التنمية الإدارية و التنمية المستدامة التي تعمل الأمم المتحدة على تحديدها كجزء من خطة جديدة للتنمية المستدامة يتعين أن تفضي إلى إنجاز المهمة دون إهمال أحد. وقد تم إعلان هذه الخطة خلال مؤتمر قمة التنمية المستدامة الذي عقد في أيلول 2015، و قد نوقشت بالجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث قدمت الدول الأعضاء والمجتمع المدني إسهامات فيها.

وتتولى الدول الأعضاء المبادرة لتحديد خطة التنمية لما بعد عام 2015، بمشاركة واسعة من المجموعات الرئيسية وغير ذلك من أصحاب المصلحة في المجتمع المدني. وقد قُدم العديد من المدخلات في الخطة ، أبرزها مجموعة من أهداف التنمية المستدامة المقترحة من فريق عامل مفتوح العضوية تابع للجمعية العامة، وتقرير مقدم من لجنة الخبراء الحكومية الدولية المعنية بتمويل التنمية المستدامة ، وعمليات الحوار التي أجرتها الجمعية العامة بصدد تيسير نقل التكنولوجيا، إلى جانب الكثير من المدخلات الأخرى.

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أننا يجب أن نكون على  ”  الطريق إلى العيش بكرامة بحلول عام 2030″     . نحن نعيش في عالم مضطرب يسوده الإرهاب وروح التمرد  وهذا يؤخر كثيرا عمليات التنمية الإدارية والتنمية المستدامة والتنمية البشرية  والإصلاح الإداري وغيرها من المفاهيم التي تحتاج للسلام لكي تعيش.

 

المراجع

  1. Sustainable development ,UN reports 2017.
  2. Targets of sustainable development ,UN, 2017.
  3. التنمية الإدارية وتمكين المرأة في المجتمع ، محمد يوسف، صحيفة الفكر 2017
  4. التنمية الإدارية بين آمال الطموح وصعوبات الواقع، محمد يوسف ، صحيفة المثقف، سيدني، 2017
  5. Sustainable Development , world book , field enterprises Ltd ,USA.
  6. دور الإدارة في التنمية المستدامة ، المنتدى العربي للإدارة ، 2017

    محمد عبد الكريم  يوسف /( رئيس دائرة التنمية الإدارية في الشركة السورية لنقل النفط )

     

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!