الشاعر الشهيد نوح ابراهيم بعض اشعاره السياسية( ج2) بقلم سعادة أبو عراق

إن كان ابراهيم طوقان وابو سلمى من شعراء الفصحى التي يتذوقها المتعلمون وانصاف المتعلمين، فإن أشعار نوح ابراهيم ومن عاصرهم من الشعراء الشعبيين مثل فرحان سلام والحطيني وسعود الأسدي كانت موجهة إلى الطبقة العامة التي لا تقوى على القراءة فما لها سوى السماع المياشر التي تستوعبه وتتأثرفيه
ان القصيدة التي مازال الفلسطينيون يرددونها له هو خطابه إلى الجنرال دل قائد الجيش البريطاني والاستخبارات، وقد عهدت إليه بريطانيا لإخماد ثورة 1936، وقد شاعت هذه الأغنية حتى وصلت اسماع مستربل إذ وجد اسمه يتردد، فسأل عن مؤلفها ، فأخبروه ، فطلب مقابلته وكان مسجونا في سجن المزرعة، فجيء به فأعجب دل بذكائه وحنكته وشخصيته فأمر بإطلاق سراحه من السحن، وهي كما يلي
يا حضرة القائد دل …لا تظن الأمة بتمل
لكن انت سايرها …بلكي على يدك بتحل
دبرها يا مستر دل
إن كنت عاوز يا جنرال …بالقوة تغير هالحال
لازم تعتقد أكيد…طلبك صعب من المحال
دبرها يا مستر دل
جيت فلسطين الحرة … حتى تقمع الثورة
ولما درست الحالة … لقيت المسألة خطرة
دبرها يا مستر دل
ما دمت صاحب سلطة … حل المشكلة الورطة
مد إيدك وصافحنا … ما تخلي ولا اورطة
دبرها يا مستر دل
نفذ وعود الشرف … حتى تمحوا هالغلطة
للدولة هذا شرف … واحسن مشروع وخطة
دبرها يا مستر دل
اما القصيدة الأخرى التي يرددها الناس إلى الآن ولا يعلمون انه قائلها ، إنها اغنية الثلاثة الحمراء فهو يبدؤها بموال بلحن شروقي حزين

كانوا ثلاثة ارجال تسابقوا ع الموت
اقدامهم عليت فوق رقبة الجلاد

نهوى ظلام السجن يا أم كرمالك
يا أرض يوم تنهدي تبين رجالك
يوم الثلاث وثلاثة با ارض ناطرينك
مين يسبق يقدم روحة منشانك
وبعد هذه المقدمة تبدأ زخم القصيدة على لحن دلعونا
من سجن عكا طلعت جنازة … محمد جمجومة وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا شعبي جازي … مندوب السامس وربعه عموما

محمد جمجومة مع عطا الزيري … فؤاد حجازي عز الذخيرِ
انظر لمقدر والمقاديري … باحكام الظالم تبعدمونا

ويقول محمد أنا اولكم … خوفي يا عطا اشرب حسرتكم
ويقول حجازيأنا اولكم … لا نهاب الردى ولا المنونا
وبعد هذه الآبيات الحماسية يرجع إلى العواطف الإنسانية مع اهل الشعداء
امي الحنونة بالصوت تنادي … فزعت عليها كل البلاد
نادو فؤادي مهجة فؤادي … قبل نتفرق تيودعونا

بنده ع عطا من ورا الباب … امه تستنظر منه الجواب
عطا يا عطا زين الشباب … يهجم ع العسكر ولا يهابونا

خي يا يوسف وصاتك امي … اوعي يا اختي بعدي تنهمي
من أجل الوطن ضحيت بدمي … كله لعيونك يا فلسطينا

كماقدم قصة شعرية غير مسبوقة، تدل علة امكاناته الشعرية، وهي قصة امرة من (عصيرة – نابلس)نذرت ابنها الوحيد للثورة ، ولما يلغ اشترت له من مصاغها بندقية وذخيرتها، وفي المعركك التي لم يكن يحسن القتال فيها، ارتد إلى البيت، وحينما طرق الباب قالت من قال لها انا ابنك، قالت له كذبت ابني في الحرب لا يمكن يرجع قبل ما ينتصر، فخجل ابنها من نفسه ، فعاد إلى المعركة ورجع في اليوم الثاني شهيدا ، عندها زغردت أمه وقالت (انا الآن اعتز بمثله) وجينما اراد أهل المروءة ان يقدموا له المساعدة المادية ، رفضت بإباء( أليس من العار ان أخذ ثمنا لدم ابني الشهيد!!!)
والقصيدة طويلة لكن سنقنطف منها ما بتسع له المقال

قصة عجيبة يا ناس … حوادثها بترفع الراس
وإللي في عنده احساس … بيتمعن فيها شوية
بعز الثورة الأخيرة … وبقرية اسمها عصيرة
بجبال نابلس الشهيرة … جرت هالقصة التاريخية
حرمة كبيرة في البلد … ما إلها معين أحد
زوجها خلف لها ولد … تعزه معزة قوية
قدمت لآبنها السلاح … وصارت تدعي له بالنجاح
وتشجعه على الرواح … للمعارك الحربية
استلم اخطر مواقع … ما عاد يهاب المدافع
وصار يهاجم ويدافع … بالصفوف الأمامية
انتهت المعركة يا احرار … وانتصر فيها الثوار
وهكذا شاءت الاقدار … هالشب يروح ضحية
والدته الحرة الجسورة … وقفت معتزة ومسرورة
وصاحت إني فخورة … على النسسا بالكلية
لأجل حرية وطني … مات واستشهد ابني
يا ريت لي ولد ثاني … حتى اقدمه ضحية
______________________________________
غدا نتكلم عن احداث خلدها بشعره لم يذكرها المؤرخون

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!