الغوطة … عندما تتمزق الاوطان بين الروس والأمريكان .

كتبت : د. حلا عبدالله الشمايلة

تاريخيا كان علماء السياسة يشيرون دوما إلى أن أي سيناريو سياسي تبقى أوراقه بيد الأقوياء يديرونها ويقلبونها ويمزقونها إن شاؤوا ولكن على حساب الضعفاء . سوريا التي عاشت سنوات مريرة تحت مستويان من التآمر . أصغرها محلي تمثل بالأدوات التي تشدقت بالطائفية والعنصرية وظهرت تجلياتها على شكل تنظيمات مسلحة لم تراع في البلد وترابه وسكانه أي مستوى من مستويات الإنسانية و رد فعل نظام يريد احتواء هكذا تنظيمات والحد من سيطرتها وكذلك دفع البلد وسكانه الفاتورة مالا و دما و أرضا . أما المستوى الثاني والأخطر كان على الصعيد العالمي من خلال إستقطاب أمريكي بمحوره و دوله و روسي بمحوره و دوله .

كل منهم يحاول أن يجذب المكتسبات إلى محوره وبقي السؤال العالق : أين مكتسبات الشعب السوري من كل ذلك ؟! المحاور و ادواتها عاثت في هذا البلد ليس فقط قوة بما تمتلكه من أسلحه ومال وعلاقات ..لكن بوجود المتطلب الأول الذي شكل شحنا على عدة مستويات : سني -شيعي . موالي – معارض . وطني – عميل . مقاوم – صهيوني . ولم يستطع أحد أن يعرف لنا على وجه الدقة ما الخيط الدقيق الذي تمزق بين كل هذه المسميات فجعل انصار كل فئة ينقضون على أنصار الفئة الأخرى وكأنهم لا يشتفون إلا بسفك دمائهم وسفك ما تبقى من ماء البنية التحتية لدولة كادت أن تحقق الإكتفاء الذاتي على جميع المستويات قبل قليل من السنوات . كل طائفه لها رجالها ومالها وإعلامها وضميرها المشحون بحالة الإلغاء لكل مقابل لها فيتفطر قلبك أسى على من خرج بقلب سليم يبحث صادقا عن الحرية والعدالة قبل ان يعي ان هكذا مفاهيم تحتاج تحصينا قبليا للفكرة والعقل من قبل الناس وتحصينا روحيا يمنع اي إختراق طائفي لا زلنا نشاهد أوطانا تتمزق تحت وطأة الشحن العفن لبشر يريد كل منهم إلغاء الآخر . بمالنا و نفطنا و دمنا ومقدرات اوطاننا . سلمناها على طبق من جهل إلى أقطاب العالم الجديد الذي إن همه شيء فلا يهمه إلا توسع مناطق نفوذه و إقتصاده وهيمنته وها نحن من القرار الأممي إلى القرار الدولي تمزق بينها جسد البلد وسكانه إلى أشلاء تحتاج إلى عشرات السنوات كي تعيد لملمة جروحها ومقدراتها وما بقي من سكانها كي تنهض من جديد .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!