المرأة الأردنية بين جعفر وفاطمة/ بقلم الشاعر محمد بوعوني الطورة

كثيراً ما يتداول الشعب الأردني المثل البدوي القديم ( اشتيوي عند فاطمة ) وفي الواقع لا أعرف القصة الحقيقة التي ولد من رحمها هذا المثل ولكن دلالاته و اضحة ولعلها تنسجم تماما مع الحكمة التي تقول ( استأسد الحمل و استنوق الجمل ) في تلميح واضح لكل رجل يقع تحت سطوة زوجته الفكرية والاجتماعية والإقتصادية فيصبح ساقطاً في عرف الرجولة الاجتماعية ، أما جعفر فهو اسم عصري ليس قديم في الإستعارة و التداول و يطلق على المرأة التي تستقوي على ذكورية الرجل وتسلطه والإيحاء له بتحولها أمامه للموقف الشرس المبني على التناسي للأنوثة والحاجب لها بردود فعل تُحجّم من إندفاعه بإتجاهها . والمفارقة الطريفة أن المرأة في الحالة الأولى هي فاطمة والرجل هو اشتيوي ولا يطلق اسم جعفر عليها وهذا دليل على أن الربط لا يحكمه وجود علاقة زوجية كما بين فاطمة واشتوي والتي فيها الرابط الزوجي ضروري .
بعيداً عن الحالتين ( جعفر و فاطمة ) و التي تمثل وجهاً واحداً للمرأة التي من المفروض أن تكون ( سعاد أو إيمان أو حتى سوسو ) وتمثل نصف الحياة بجميع أبعادها بشرط أن لا تخرج من ثوب أنوثتها ، تتصارع في ذهني بعض الأسئلة
* ما الذي استدعاها لتكون فاطمة ؟؟
* ما الذي استدعاها لتكون جعفر ؟؟
* ما الذي استدعاه ليكون شتيوي ؟؟
بالعصف الذهني والربط بين جميع تقاربات وتناقضات الحالة تجد أن ( اشتوي ) والذي يمثل الرجال وراء جعل فاطمة وجعفر وجهين لعملة واحدة جوهرها نفيس و ظاهرها خسيس ، فكيف لسعاد أو إيمان أن تجعل من اشتيوي عنتر و حدّ رجولته جدران منزله و حدّ فحولته إنجاب جنسه ، وكيف لا تكون جعفر وقد اكتفى بالنظر إليها من طوابقها السفلية متناسياً أنها (مدرسة أذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراف)
يا سيدتي كوني فاطمة وكوني جعفر دام اشتوي لا يرى أبعد من أنفه…

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!