*الناقد.. سد؟ أم شرطي مرور؟!* بقلم / راجح المحوري

لصحيفة آفاق حرة:

_________________

 

*الناقد.. سد؟ أم شرطي مرور؟!*

بقلم / راجح المحوري

 

استوقفني تشبيه العقاد للناقد بشرطي المرور الذي ينظم الحركة ولا يتحرك!
الكاتب الكبير أيضا قد لا يكون موفقا في اختيار التشبيه، أو في عرض المعنى المراد، فبدلا أن يكون التشبيه بشرطي المرور ذما للناقد كما قصد العقاد، قد يأتي كاتب من الطرف الآخر فيقول: الناقد كشرطي المرور الذي يمنع فوضى النصوص..
إنه يرتب السير.. يُقرّم من لا يحسن القيادة، ولايسمح بالتجاوزات، بل ويُعاقب بمنع السائق المخالف، وربما سحب رخصة القيادة عنه.
دلالة تشبيه العقاد هنا ليست حصرية، بل أكثر من ذلك يمكن قلبها للضد وتكون أكثر فاعلية، أو مساوية في قوة الدلالة على الأقل، كما رأيتم.
دار حول هذا الموضوع نقاش في أحد المنتديات وتركز بيني صديق نقل قول العقاد في مقال يتعلق بالنقد كتبه، وهو طبعا في صف العقاد، وفي الحقيقة لقد وضع صديقي تشبيها مُحكما في أثناء النقاش، تشبيه لايمكن الألتفاف حوله، كالذي وضعه العقاد فقد قال ما معناه:
الناقد كالسد الذي يتحكم بحركة المياه ولكن عندما ترتوي الأرض وتزهر، يكون الفضل للمياه، بينما يبقى السد محتفظا بمخلفات السيول فقط.
وهو هنا يأتي بتشبيه ذي دلالة حصرية، ولا يمكن قلبه للضد كما فعلت مع تشبيه العقاد، والسبب أن الشرطي مخلوق يتحرك بعقل وإردة، وكذلك السيارات تتحرك بواسطة العقل والإرادة، في حين أن عمل السد يتم بلا غاية ذاتيه، وعلى حركة مياه لا غاية ذاتية لها.
وقصارى القول أن لو قال العقاد : الناقد كالسد الذي ينظم حركة المياه ولا يتحرك، لكان قوله أكثر دقة في تصويب سهام تجريحه للنقاد.

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!