النقالة فارغة/ بقلم:عبدالقادر رالة

 

    ولجتُ المكتب، فألفيتُ زملائي منهمكين في العمل؛ رئيس مصلحة المحاسبة، ومحاسبان مساعدان، فسألتهم عن رأيهم في الحياة، فقد مللتُ الآراء السياسية، والتعليق على أخبار الفريق الوطني !

  كان أسامة أول المجيبين، فهو شاب ممتلئ حماسا، مقبلٌ على الزواج  ، ربما في شهر أوت المقبل سيقيم حفل الزفاف …قال بأنه  في البرزخ بين حياة العزوبية الجميلة ، والحياة الزوجية المجهولة المتلهف لاكتشافها ، رغم أنه متأسف على مرحلة العزوبية ؛ الحرية ، سيُحرم من حياة اللهو مع الأصدقاء ، المقاهي ، الرحلات ، شاطئ البحر ، ولا يعرف إذ كان سيُعوض  أم لا …

  ولأن أسامة يمارس رياضة الفنون القتالية، فأنه اقتبس مقولة يرددها ممارسو الفنون القتالية؛ كن سريعا كالأرنب… ماكرا كالثعلب، ثابتا كالماء..  ولم أفهم ما علاقة الزواج بممارسة الرياضة! وبهذا المثل تحديدا…

   أما عبدا لرزاق، المتزّوج منذ سنة فقط، فقال بأن الحياة واحدة، لكن بمراحل مختلفة؛ والزواج مرحلة تلي العزوبية وتسبق الأبوة! وعلى الإنسان أن يعيش كل مرحلة… يكون نفسه ..طفولة … يدرس… شباب.. مراهقة.. حب.. جندية… وعلى المرء أن لا يخلط بين المراحل ، فذلك يؤثر سلباً ويدمر ….

   ربما الشاب الأعزب، يكون رأسه فارغا بلا مشاغل، بلا تجارب اجتماعية، يعيش في حدود يومه ولا يفكر بعيدا.. لكن لما يتزوّج يصير تفكيره بعيدا … بعيدا …

  أما مهدي ، رئيس المصلحة ، له ثلاث أولاد ،أكبرهم يدرس في المرحلة لابتدائية  ، قال بأن مشاعره متقلبة ! ومزاجه معكر اليوم لأن النقالة فارغة، ومعنى النقالة البطن،  ومهدي معروفٌ للجميع بشراهته وحبه لالتهام الأكل بين الفينة والأخرى …

  ورغم ذلك شاركنا النقاش وقال في الماضي البرنامج أكل في الخارج لوحدك أو مع الأصدقاء، وبعد الزواج أيضا أكل في الخارج لوحدك أو مع الزّوجة والأولاد !

  يجب أن يكون الأكل حاضرا في كلام مهدي …

  

   

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!