تساؤلات وطنية مشروعة/ بقلم :لطالبة أمل خالد أمين (مملكة البحرين )

 

لأنها مختلفة ومغايرة، كنيت البحرين قديما بالعديد من الأسماء التي ترمز لمراحل الازدهار المختلفة والمتسارعة فمن (تايلوس) إلى (أوال) فــ (دلمون)، حيث كان لكل منها إرثه ومعالمه وحضارته الخاصة، التي اوجدت الأثر الإيجابي الغائر في الانسان البحريني حتى يومنا هذا.

هذا الاختلاف المتجدد والمتنوع أوجد للبحرين مكانة استثنائية على خريطة الحضارة الإنسانية، كدولة متجددة، لها حضارات عريقة ومشهودة، معالمها قائمة حتى يومنا هذا، لتشهد للعالم مكانتها وإرثها ويومياتها، أين كانت؟ وأين أصبحت؟ وإلى أين تتجه؟

منها قلعة عراد، ومعابد باربار، وقلعة البحرين، ومسجد الخميس، وبيت سيادي، وغيرها من المعالم التي شيدها البحرينيون، بكفاءتهم، وبعرق جبينهم، على مدار الحقب التاريخية المتتالية.

نفخر ببلادنا وبحضاراتنا المتعاقبة، ولنا الحق بذلك أكثر من غيرنا، لأننا نملك إرثا وتراثا يحسدنا عليه الآخرون، إرثا نوثقه بزهو الكتب، والمخطوطات، والابنية، والصرح المعمارية والمكاتبات التاريخية، وغيرها، تذكرنا بالجهد الجهيد لآبائنا وأجدادنا الاولون، وبحجم المسئولية التي نحملها على كاهلنا.

وفي خضم التكنولوجيا المتسارعة وتحول العالم لغرفة عولمية صغيرة، تتزايد مسئولية الموقف، والكلمة، وبمدى أهمية إيجاد القناة الوافرة بينه وبين النشأة وبين الأجيال القادمة، والتي تليها، بسياق واحد محكم، هدفه الرئيس أن يعي البحرينيون دوما، من أين أتوا؟ وإلى أين يجب أن يمضوا؟

ولهذا كله أقترح بتكثيف حصص مادة التربية للمواطنة، والتركيز على فصل (حضارات البحرين) تحديدا، لأنها الساس والأساس لكل ما هو قائم، وقادم، وأجد أيضا بأن تكثيف الفعاليات الهادفة وإشراك اللجان الداخلية المدرسية كاللجان الطلابية وإشراك أولياء الأمور بمجالس الآباء لذات الغرض أمر لا يختلف عليه اثنان، وواجب لا يرتبط بموسم أو حدث بعينه، بقدر أن يكون نهج حياة، ويوميات مستمرة.

وأقترح أيضا كطالبة محبة لبلدي أن تستعرض وزارة الاعلام برامجا ثقافية متواصلة للأطفال، بطرح بسيط وهادف، يقدم لهم تاريخ بلدهم، تتخلله المسابقات والاتصالات الهاتفية مع المشاهدين.

وأتوجه لوزارة الشباب والرياضة إلى المبادرة بتشجيع كوادرها الشبابية لإقامة البرامج الهادفة التي تعزز استدامة هذا التراث في أذهان الأجيال الحاضرة والقادمة، ولا اغفل عن الإشارة لهيئة الثقافة والتراث، لتكثيف الامسيات الشعرية والوطنية في التغني بتراث البحرين الجميل والأصيل، وهو امر بنطاق (الممكن) عبر المراكز والبيوت الثقافية الكثيرة والمتناثرة على امتداد الإقليم البحريني والتي تملك المقومات لان تكون منارات ثقافية وحضارية لا مثيل لها.

ختاما..

أؤكد بأن ما طرحته هو مجرد تساؤلات وطنية، ورسالات سامية، وأهداف ونوايا صادقة أرى بها أن أربط الماضي بالحاضر فالمستقبل، وبأن ادق ناقوس التذكير، لجملة من الواجبات المقدسة والمصونة التي تنتظر من هذا الشعب العريق، وواجبات لا تحتمل التلكؤ، أو التأخير، أو التأجيل، فهل من اذن مصغية؟

 

                                                         مدرسة القيروان الإعدادية للبنات

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!