تعز وكتائب الموت/ بقلم : موفق السلمي – اليمن/ ريف تعز

على خلفية اللجنة الأمنية التي شكّلها محافظ تعز، نبيل شمسان، لملاحقة مطلوبين للعدالة، أقدمت كتائب الموت، المعروفة بكتائب أبي العباس، على إحراق تعز بالصواريخ.

وقتذاك، حلّق طيران الإمارات في سماء تعز، مهدّدا المحافظ شمسان بضرب عدّة منشآت حيوية منها منزله، في حال عدم توقّف اللجنة الأمنية. وأثناء ذلك، ظهر الرئيس اليمني المهاجر في الرياض، عبدربه منصور هادي، في بيان متلفز، جاء فيه تأييده قرار المحافظ، وشرعية أعمال اللجنة المكلفة. وبإيعاز من ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، غيّرت الطائرة الإماراتية المحلّقة في سماء تعز وجهتها، وأفرغت حمولتها في جبال مديرية مقبنة، القريبة من المدينة.

قيل قبل ذلك عن حصول مفاوضات، سبقت تشكيل اللجنة، مع أبي العباس، المقيم في مدينة عدن، لتسليم المطلوبين، لكنها قوبلت بالرفض الشديد.

وفي أثناء ما كانت اللجنة الأمنية تحقّق تقدما ملموسا على الأرض، وقد قاربت على اجتثاث كل العناصر الإرهابية، وقيل إنه تمت تصفية 25 مطلوبا، جاءت أوامر هادي الملكية بإيقاف الحملة الأمنية.

أوقفت الحملة لكي تبقى الكتائب تقضّ المضاجع، وتنتزع السكينة والأمن، متى ما أرادوا، وهذا ما يريده التحالف لتعز، على وجه الخصوص.

“أبو العباس” وكتائبه في تعز هم اللصوص وقطاع الطرق، وهم القتلة وأرباب الجرائم منذ عقود، هذا ما يعرفه القاصي والداني في هذه المدينة.

هم ذنب الإمارات الخبيثة وذيلها، وهم الإرهاب حقيقة، وإن لم تقضِ الكتائب علينا، فستقضي علينا الإمارات بطيرانها، وذلك تحت ذريعة مكافحة الإرهاب واجتثاثه.

لا علاقة للتيار السلفي في اليمن بهذه الجماعة، ولا بقائدها، وإن كان القائد “أبو العباس” قد تخرّج من معاهدها ودُورها، بيد أنه قد باع نفسه للشيطان ولأولاد زايد، وجمع أنصاره من الكهوف والسجون، وهذا ما لا ينكره إلا جاحد.

أي ذنبٍ ارتكبته مدينتنا العظيمة تعز، ولماذا لا يريدون لها أن تستقر؟

تعز، يا تحالف الشر، تريد أن تعود إلى العلم، وتتزّين به، ولم يحمل شبابها السلاح إلا دفاعا، وحين ثارت في وجه علي عبدالله صالح عام 2011، لم تكن تقصد زعزعة مراكزكم، والقضاء على عملائكم، بقدر ما كانت تسعى إلى أن تتنفس عبق الحرية المنتشر آنذاك.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!