من بين ما يميز الرئيس الفرنسي الحالي هو قناعته بأهمية ثقافة الاعتذار، وكان قد أعلن عن وسطيته مع بدايات ترشحه، فلا هو يميني ولا يساري، بما يعني أنه خارج الحسابات الخاصة بكل منهما، أو قد يعود هذا لتمتعه بقدرة حقيقية على كسر الجمود كأبناء جيله.
لكن الأهم هو أنه يمتلك هذه الميزة، فقد صرح في زيارته إلى الجزائر أثناء حملته الانتخابية للرئاسة، بأن الاستعمار يعد جريمة ضد الإنسانية، وأنه يجب على فرنسا قراءة تاريخها من جديد، وهو ما أثار حينها صخباً، لكن الأمر انتهى بفوزه وبترسيخ ثقافة جديدة بعيدة عن التعالي وفرض وجهة النظر الواحدة تجاه الأحداث التاريخية، ونشر مساحات من التسامح بين الشعوب.
الشيء نفسه حدث خلال جولة ماكرون الأخير إلى أفريقيا، حيث كان الهدف الأول منها هو فتح صفحة جديدة بين فرنسا وأفريقيا قوامها الثقة والتسامح، ولا تقتصر على الدول التي شكلت يوماً ما المستعمرات الفرنسية بل تمتد إلى سواها.
كل شعوب الأرض في حاجة إلى هذه الثقافة كي تتطلع للمستقبل بشكل مغاير وأكثر تعايشاً وأماناً.