جفاف مواسمنا ترويه فنوننا/ بقلم الشاعرة المصرية فابيولا بدوي

منذ سنوات ومهرجان الخريف الثقافي في باريس وضواحيها يرتبط بانتهاء العطلات الصيفية وبدء العام، ليتشارك الجميع فيه باعتباره تظاهرة متجاوزة للفجوة بين ثقافة النخب ونظيرتها الشعبية. منذ نشأته في عام 1972 وحتى الآن يسعى المهرجان لجعل أجواء الخريف الجافة أقل رتابة، فبدلاً من التأقلم مع أوراق الأشجار المتساقطة يعايش الفرنسيون مجموعة كاملة من الفنون (مسرح ورقصات وموسيقى وسينما) المتوافقة مع الإيقاع اللاهث للزمان. بديهي أن هذا المهرجان الحداثي بامتياز، يلقى رفضاً من بعض النخب الثقافية التي لا تتماهى مع الجديد بألوانه وانفعالاته الحادة والروح الشعبية التي تتقاطع مع الراديكالية الفنية، إنه الصراع الدائم بين التقليدي المتمثل حالياً في الحداثة، والصرعات الخارجة عن المألوف لمحاكاة زمن يحمل لنا من المفاجآت والغرائب أكثر بكثير مما يمكن أن تعبر عنه الثورات الفنية التي تسابق على ما بعد الحداثة. لا أدري أين نحن من هذه القفزات أو بأي الأساليب يمكن أن ندركها، أو حتى متى يمكننا أن نواجه الجفاف بالفنون، طالما لم نتخلص من معاركنا الفكرية المفتعلة والوهم بأننا نتطور ونسابق ونتواصل

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!