لصحيفة آفاق حرة:
________________
رؤية ثقافية
بقلم القاصة – روعة سنبل
حضرت في الفترة الماضية مع طفلتيّ بعض أفلام ديزني المنتجة في السنوات الأخيرة. لن اتحدث عن المستوى الفني العالي، وعن الإبداع في تنفيذ الشخصيات، وعن الموسيقى والاغنيات المنتقاة بعناية.
سأتحدث عن موضوع آخر يتعلق بالحكايات التي بنيت عليها هذه الأفلام، وعن الذكاء في توصيل الرسائل المهمة بطريقة لطيفة وذكية جدا، وعن الجرأة في طرح مواضيع حساسة كالموت والفقد وكأهمية تقبل الآخر المختلف وغيرها من المواضيع، والأهم هو العناية الفائقة ببناء شخصيات متوازنة بعيدة عن النمطية، شخصيات تفكر وتسأل وتناقش وتتمرد وتنجح وتفشل. (من الأمثلة التي تخطر لي الآن:Coco, Luca, Soul)
ما يجعلني أكتب هذا اليوم أنني انتهيت منذ قليل من واحدة من الروايات العربية الموجهة لليافعين، استمعت لها مع طفلتيّ خلال اليومين الماضيين، الرواية تعتمد على دمج الواقع بالخيال، لكنه دمج فج ومربك، الحلول جاهزة وسحرية، وتستغبي عقل اليافع بطريقة مستفزة، الشخصيات نمطية ومثالية، الحكايات مكررة، الحبكة مفككة، والأهم أن الرسائل والمقولات مباشرة وبطريقة تدريسية وعظية.
ليست هذه هي الرواية العربية الاولى التي أستمع لها مع طفلتيّ والتي تشعرني بالحزن وتجعل الطفلتين تتململان وتحتجان.
نحن بحاجة فعلاً لأدب يحترم عقول أبنائنا، نحن بحاجة لأدب ينجح في سحب أطفالنا من أمام الأجهزة اللوحية، أدب لا يخذلنا حين نخبرهم ان القراءة متعة ومغامرة!
…..
دمشق. سوريا