قبس من نور / الدكتور أحمد محمد شديفات/الأردن

( وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ )
استهلال وقسم عظيم من رب كريم بإطلالة الفجر وانشقاقه وانفلاقه عن ظلمةِ الليل البهيم بنور الصُّبْح المبين الجديد دليل بديع صنع الله وسعةِ قدرته فيما أوجد من نظام محكم للكون،
أن كان ذلك كذلك فالمقصود من هذا القَسَم تحقيق المقسم عليه ومكانته ( وَلَيالٍ عَشْرٍ ) شرفها وعظمها وما فيها من الخير والفضل الكثير،،،،،،،،
فهي أزكى الأيام وأكرمها{عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ اْلأضْحَى….}
وفوائدها الدينية والدنيوية{{لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ…}}في صعيد واحد به يتعارفون ويبيعون ويشترون.
وعلى التقوى وذكر الله يلتقون{{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}}}}}}
وما حوته من عبادات من صوم وصلاة وزكاة وحج وعمرة وتكبير وتهليل وتعظيم لمشاعر الله،
{{ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}}}
إذن هي كمال الأيام الطيبات، قال عنها صلى الله عليه وسلم -:”مَا مِنْ أَيَّامٍ يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ فِيهَا بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْر” ها هي أقبلت مع سويعات الفجر أفضل أيام الدنيا وأزكاها , أنهن الليالي العشر عشر من ذي الحجة معلومات موصوفات متتابعات في الخير بدأ من الأحرام وأعمال الحج والتروية وعرفة والنحر…
عبادات وطاعات ونوافل وسعي وطواف بالبيت الحرام، وللمقيم ببلده التحلِّي بصفات الإيمان وما يليق به؛ ويتودد للرحمن (ولا يزال العبد يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه)
أعلم أنه إذا تغيرت حياتك في هذه الأيام للأحسن فهذا دليل رضى الله عنك، فبادر قبل أن تغادر ولا تتوانى أو تسوف أو تتكاسل فقد لا يكون في العمر عشرة أيام أخرى فيفوتك الكثير وإلى الله تصير وتتحسر على التقصير،،،،،،،،،،
فقبل شهرين ودعنا “أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ” والآن نستقبل” أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ” فمن قصر فيما مضى وفات فليحسن في العشر القادمات من ذي الحجة.