قراءة في كتاب صلاة العشق للكاتبة سلامة عبد الحق/بقلم : سامر المعاني

آفاق حرة 

تعتبر الإصدارات النثرية بشكل عام والقصيدة النثرية بشكل خاص اكثر المخطوطات جدلا  وتعقيدا حيث اصبحت كثيرة منها اقرب الى الخاطرة التعبيرية والوصفية بالاسهاب في التعابير والجمل المتشابهة الشعورية والحسية بكثرة  السجع والمرادفات التي لا تضيف لجودة العمل الأدبي بل تذهب به للحشو والوصف غير المبرر فلا تبلغ في شكلها واسلوبها رصانة ونضوج القصيدة النثرية التي تحتوي على موسيقى داخلية وصور فنية فريدة وافكار مدهشة .

صلاة العشق للكاتبة سلامة عبدالحق من الكتب النثرية الناضجة الرشيقة التي تجعل من مخطوطها لوحة فنية متكاملة لن تقف عند حدودها بل عليك ان تغوص وتبحر في كل بحارها حتى النهاية .

في كل قصيدة من قصائد المخطوط انت امام لوحة فنية جديدة بعناوين جاذبة ومضامين متنوعة وأفكار جديدة وأساليب مختلفة في التنقل بجملها التوظيفية للأفكار مما يدل على قدرة الكاتبة في الولوج بأعماق المتلقي الذي سيدرك انه امام قارئة نهمة ومطالعة موسوعية ومثقفة حقيقية تختزل في جعبتها القدرة على ان تحملك في فضاءات المشاهد التي توجتها بنصوصها في تماسك للنص والفكرة دون الخروج عن الفكرة الرئيسية للنص بأساليب شيقة كالحوار مع الذات حين تتلعثم حروف العاشقة تخرج من متاهات الخجل والغربة لتشهد على صلاة ولادة عشق فعليه كانت قادرة ان تعالج المفارقات والمقارنات وغير المألوف من عادات وتقاليد بإشهار مشروع تشهد ذاتها عليها فتتوضأ من الخوف والوجل الحائر في انثى الشرق الذي طالما ظلمها حتى الحرف المستكين على عتبات كلام الناس والخجل والتردد والرعب من كل شيء، حيث بادرت واجادت عبدالحق في احضار نفسها العاشقة لكل صلوات الروح المسكونة بالعشق حالمة ومبادرة ومجبولة بالعشق والحنين.

فيا ايها المعذب بي

دع عني احلامك

هذا المساء

وقم وتوضأ بماء

السماء

فحتى صلاة العشق

تبدأ دوما

ب حاء … وباء

انثى الكاتبة عبدالحق كانت حاضرة في كل فصولها وكل مدارات العمر  فتجسدت بحرفية مشاعر  الأنثى العاشقة المتمردة والعاشقة التائهة في  شيب الخوف والتردد وتجسدت صور العاشقة التي تحن لأبجديات العشق ونشوة الشباب التي تختصر الحياة بحرفين اولها حاء واخرها باء فصحراءها تنبت الأشجار المثمرة حين يحين فيها صلاة العشق ، فالبيئة الزمانية تكاد واضحة الإشهار في جميع قصائد المخطوط  في ذكرها لمفرداتها بشكل مباشر كالأعوام والأيام والفصول وغيرها من المفردات الدالة البيئة الزمانية المقرونة بالأحداث والمتغيرات السلوكية والحسية  .

ويتوه وجهك في الزحام

ولا أعود اقرأ تاريخي عليه

انثر حزني علي

مصاطب الأيام

واتعرقل به

هل يعقل ان اتوه

أنا ايضا

او احمل وزر عيوني

او انقل قلبي على الجهة

اليمنى

من خاصرتي

…تجد كثيرا ايضا في هذا المخطوط المجاز والرمزية التي تشير الى فلسفة خاصة تميزت به عبدالحق لتشكل اسلوبا نثريا خاصا بها بعيدا عن النمطية في الأساليب والمضامين .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!