قلعة الكهف  Qalaat al-Kahf / بقلم :محمد عبد الكريم يوسف

تصوير المهندسة كاترين إبراهيم 

تنهض قلعة الكهف في محافظة طرطوس في سورية على هضبة صخرية ضمن منطقة تتوسط سلسلة الجبال الساحلية السورية في منطقة القدموس وتمتد على مسافة 600 متر طولا وعرضها يتجاوز 15 مترا. وتبعد القلعة عن القدموس 20 كيلومترا وعن الشيخ بدر 20 كيلومترا وتعد من القلاع النادرة التي بنيت ونحتت في الصخر ولذلك سميت قلعة الكهف.

قلعة الكهف (Qalaat al-Kahf) ربما تكون أكثر القلاع رومانسية من بين جميع القلاع في سورية، وتقع على سلسلة جبلية صخرية بين مضيقين وعلى منحدرات شديدة الانحدار توفر دفاعًا طبيعيًا للقلعة .

 القلعة محاطة بقمم جبلية شاهقة وهي مخفية تمامًا عن الأنظار.  قلعة الكهف تنافس قلعة صلاح الدين بالجمال والرومانسية والتحصين من حيث المكان الجميل، ومعظم السواح والزوار الذين يزورون هذه القلعة لا يندمون أبدا . وعلى الرغم من أنها ليست في حالة حفظ كبيرة ولا تهتم بها السلطات المعنية كثيرا ولكونها مهجورة تماماإلاأنهالاتزالموقعًامثيرًاللإعجاب رغم كل الظروف المحيطة بالقلعة .

على الرغم من تدمير التحصينات الموجودة في القلعة إلى حد كبير أو انهيارها بسبب عوامل الطقس والهزات الأرضية والزلازل، إلا أن البوابة الرئيسية والحمام واثنين من الأبراج نجوا حتى الآن وهي سليمة معافاة . وقد وجدت منحوتات بالخط العربي الجميل في الحجر في العديد من المواقع المؤدية من المدخل الرئيسي. وتبقى قلعة مصياف في حالة حفظ أفضل ، إلا أن قلعة الكهف تمتعت بتاريخ ثري بنفس القدر لفترة قصيرة من بروزها على الساحة السورية .

معلومات عامة عن القلعة :

الاحداثيات : 35.04114°N 36.08266°E

نوع المبنى: قلعة

الدولة: سوريا

سنة التأسيس: 1120  م

تاريخ بدء البناء1120

تاريخ الهدم: 1816

المالك حاليا: المديرية العامة للآثار والمتاحف

الوصول إلى القلعة :

يعد الوصول إلى قلعة الكهف تحديًا كبيرًا.  الخطوة الأولى هي ركوب ميكروباص من طرطوس إلى قرية الشيخ بدر. هذه الميكروباصات متكررة وتستغرق مابين ساعة و45 دقيقة. من الشيخ بدر، تمر الميكروباصات بالقرب من قرية المريجة، التي تبعد حوالي أربعة كيلومترات جنوب القلعة. تنطلق هذه الميكروباصات من محطة الميكروباص الصغيرة في الشيخ بدر وتستغرق حوالي 15 دقيقة. بمجرد اقترابك من قرية المريجة، يتسلق طريق جديد به علامات وشارات مكتوبة باللغة العربية فقط أعلى الجبل إلى الشمال نحو اليسار ثم تدور الطريق عائدة إلى الجانب الآخر، حيث تظهر القلعة منه ويمكن الحصول على صور رائعة من هنا ويتعين على الزائر المشي أو التنزه في الموقع الأثري وجواره .

بدلاً من ذلك، يستمر الميكروباص إلى ما بعد المريجة إلى قرى أخرى، وقد يأخذك، حسب المسار، بالقرب من طريق ثانوي إلى الشرق من القلعة. يترك هذا الطريق أيضًا حوالي أربعة كيلومترات ليغطيها سيرًا على الأقدام ، لكنه في الغالب منحدر ومليء بالجروف . ومن الأفضل أن توضح للسائق المكان الذي تريد الذهاب إليه. كما يمكن استئجار وسائل النقل الخاصة في الشيخ بدر على شكل ميكروباص خاص أو تاكسي لزيارة القلعة في حال الرغبة بتوفير الوقت الضائع على الطريق.

 

وصف القلعة:

ترتفع فوق سور قلعة الكهف ثلاثة أبراج من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية البرج الشرقي يتقدم القلعة ويطل على قلعة القدموس من الشمال الشرقي أما البرج الشمالي فيعلو المدخل الرئيسي ويطل من الناحية الشمالية على واد سحيق وكذلك البرج الجنوبي يطل على واد سحيق جنوبي القلعة.

وكانت المياه تصل إلى القلعة من خلال قنوات جر طولها 2 كيلومتر تستمد مياهها من عين تدعى عين عزيزة وتولت التسمية اليوم إلى عين فاطمة وكانت المياه تحمل بواسطة قنوات فخارية محمولة على جدران ترفعها عن مستوى الأرض لتصل أولا إلى الحمام ومن ثم إلى القلعة، وهناك مصدر ثان للمياه يعتمد تجميع مياه الأمطار على سطح القلعة وتخزينها في حفر منحوتة في الصخر ومن ثم توزيعها إلى باقي أقسام القلعة.

الدخول إلى القلعة يتم عبر بوابة رئيسية زالت معظم معالمها الآن ولم يتبق منها سوى أطلال ويقع المدخل الأول في الجهة الغربية من القلعة وفتحة الباب الخارجية تتجه نحو الشمال والدخول لسطح القلعة يتم بالاتجاه نحو الجنوب والصعود التدريجي حتى نصل إلى البوابة الثانية فنجد أن هذه البوابة تقع في أسفل البرج الشمالي الذي يطل عليها مباشرة.

وعلى سطح القلعة الملاصق للبوابة من جهة الغرب توجد بوابة كبيرة منحوتة في الصخر تضم ما يشبه الجرن عرضها من الداخل 3 أمتار وطولها نحو 6 أمتار وعلى جانبيها مصطبتان عبارة عن مقاعد يمكن أن تكون غرفة انتظار أو غرفة مناوبة الحرس على باب القلعة.

والبوابة الثانية تتجه صعودا باتجاه الغرب نحو البوابة الثالثة وعلى يمين الطريق نقشت آية الكرسي في العصر الإسلامي وعلى الجدار المواجه تظهر كتابة على أحد حجارته أيضا ذكر فيها بعض الآيات مع وضوح في ذكر التواريخ / ذو القعدة 761 هجري / أما البوابة الثالثة فقد تهدمت وضاعت معظم معالمها.

بناء القلعة:

القلعة منحوتة في الصخر في قلب الجبل بشكل وبأسلوب الأبنية في العصر الحجري مع إضافات تمت في عصور لاحقة وزادت من تحصينات القلعة، وفي داخل القلعة سبع غرف بالداخل منحوتة بالصخر والدخول إلى هذه الغرف السبع صعب جدا وقد كانت إنارتها في السابق بواسطة فتحات في سقف القلعة وضمن هذه الحجرات توجد أعمدة صخرية نحتت نحتا لتسهم في زيادة تحمل السقف للحمولات وللسقف الصخري وهذه العمارة تشبه إلى حد بعيد العمارة الوحشية التي تتسم بقساوتها وتعكس نفسية قاطنيها المحاربين الذين يتصفون بالقسوة والوضوح والإخلاص لعقائدهم والدخول إلى المكان في قلب القلعة يمثل رحلة إلى عجائب التاريخ.

معالم القلعة:

ومن الآثار الباقية في القلعة جامع القلعة الذي يوجد على سطح القلعة من الجهة الشرقية لم يبق منه الكثير فهناك قاعة مسقوفة بأقبية متهدمة وهذا الجامع يقع قرب الساحة التدريبية.

وهناك أيضا الدرج الذي ينحدر باتجاه الساحة وقد سدت اتجاهاته وتهدم معظمه وتقول المصادر التاريخية أن هذا الدرج يقود إلى الكهف الذي ينحدر ويصل القلعة بالحمام في قعر الوادي، ويقع الحمام في نهاية الجهة الشرقية الجنوبية للقلعة ويعد من أهم المعالم الأثرية الباقية في القلعة وهو بناء مستطيل الشكل تقريبيا يمكن الدخول إليه من بوابة تقع شرق القلعة ينقسم إلى قسم برانى وقسم وسطاني وقسم جواني وقسم التسخين وفي نهاية غرفة التسخين نجد فتحة لخروج الدخان الناتج عن الاحتراق في الجهة الشمالية وهناك غرفة تتصل بغرفة التسخين لتجميع الوقود وخزان المياه الذي يقع إلى الغرب من الحمام منحوتا في الصخر بعمق أكثر من متر ونصف المتر. 

ويصل الماء إلى الحمام عبر قنوات تجميع مياه الأمطار التي تقود المياه من السطح الصخري للقلعة إلى الكثير من أماكن تجميع المياه على سطح القلعة والتي بدورها تقود إلى خزانات رأسية ومن ثم إلى خزان الحمام والخزانات الخاصة بالقلعة والتي توزع المياه إلى باقي الحجرات وباقي القلعة. كما أن قنوات نقل مياه الشرب التي كانت تأتي من الجهة الجنوبية من بعد 2 كيلو متر كانت محمولة على قنوات فخارية نصف مستديرة تأتي من فوق جدار يحمل هذه المياه فيكون خزان تجميع المياه هو أول من يلاقى هذه المياه.

رؤيا تاريخية :

يشار إلى أن قلعة الكهف تقع جنوب غرب القدموس على بعد 20 كم بالقرب من قرية المريجة التابعة لناحية القدموس، معطياتها المعمارية تؤكد وجودها في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي ففي عام 1101 م كانت القلعة من أملاك سيف الدين بن عمرو الدمشقي إلا أن الصليبيين استطاعوا احتلالها عام 1123 م وفي عام 1128 م استرجعها منهم صاحبها القديم وبعد وفاته حدث خلاف بين أولاده ما جعلهم يعرضونها للبيع فتقدم لشرائها أبو الفتاح الشعراني وحولها إلى قاعدة كبرى وفي عام 1138 م

احتلها شهاب الدين أبو الفرج المعروف بأبي محمد وكانت في ذلك الوقت تابعة إلى إمارة الموت الفارسية التابعة لسنان راشد الدين وأحدث فيها مدرسة لتثقيف الشباب وتدريبهم على القتال وفي عام 1268 م فرض الظاهر بيبرس عليها ضريبة باهظة بلغت 150 ألف درهم.

التنقيب الأثري في القلعة:

وتعتبر القلعة التي تمتد على مساحة 43396 متر مربعا بموقعها المحصن طبيعيا المركز بالنسبة لعدد من القلاع مثل القدموس والعليقة و الخوابي و مصياف و الرصافة و أبوقبيس ويرجح أن تسميتها تعود الى كثرة الكهوف في القلعة والهضاب المجاورة ولم يرد ذكرها في المصادر التاريخية القديمة لكن شواهدها المعمارية القائمة تشير إلى أنها تعود إلى بداية القرن الحادي عشر ميلادي.

ويوضح المهندس مروان حسن رئيس دائرة آثار طرطوس أن القلعة اتخذت من قبل حسن الصباح عاصمة له كزعيم للفرقة أو الحركة التي أسسها موضحا أن موقعها الحصين كان حافزا لداعي دعاة الفرقة في بلاد الشام الشيخ شهاب الدين أبو محمد الملقب “الفراسه” أن يجعل منها مقرا له كرئيس للفرقة ومركزا لتخريج الفدائيين المدربين على الفداء الذين كان لأعمالهم صداها في أرجاء العالم الإسلامي من الصين شرقا إلى الأندلس غربا.

وأضاف بان القلعة بقيت مركزا للفرقة حتى بعد وفاة الشيخ شهاب الدين عام 1162 وان سنان راشد الدين الملقب شيخ الجبل زاد من تدعيمها وتحصينها رغم انتقاله الى قلعة مصياف لأغراض استراتيجية إلا أنه أبقى على قلعة الكهف مركزا سريا رئيسيا له.

 

وأشار حسن إلى أن القلعة احتلت من قبل الصليبين عام 1128م إلا أن سيف الدين بن عمرون الدمشقي استعادها منهم عام1132م وما لبث أن باعها الى الشيخ شهاب الدين الفراسه ومنهم انتقلت الى الشيخ سنان راشد الدين كما ذكر.

 

وفي عام 1268 خضعت لسيطرة الظاهر بيبرس المملوكي وبعد خضوع المنطقة للحكم العثماني أبقى العثمانيون الزعامات المحلية في مراكزهم مقابل تأديتهم الضريبة السنوية الى الوالي ممثل السلطان في استنبول واستمرو حتى عام 1815م وهو تاريخ هجرها حتى الوقت الحاضر.

 

يبين الوصف المعماري حسب رئيس دائرة اثار طرطوس أن القلعة حاليا متهدمة ويلاحظ فيها بقايا سور محيط بها وثلاثة أبراج من جهة الشرق والغرب والجنوب لافتا إلى أن القلعة الأساسية محفورة بالصخر وتحتوي على آبار لتجميع مياه الأمطار كما انها كانت تتغذى بالمياه أيضا بواسطة قناة فخارية من عين تبعد عنها 2 كم باتجاه الشرق.

ويشير حسن الى أن القلعة بقيت بعيدة عن أي اهتمام من تاريخ هجرها عام 1815حتى قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف دائرة آثار طرطوس بالعمل منذ عام 2002 وكشف وتنظيف الطريق المؤدي الى القلعة بطول 250م تقريبا من البوابة الأولى المتهدمة وما قبل الى البوابة الثانية بعرض مابين 2- 4م كما تم كشف الحمام بعد إزالة الغطاء النباتي الكثيف موضحا أن الحمام يعود الى الفترة الإسلامية 572-1176 م و يتكون الحمام من البراني والوسطاني الأول والوسطاني الثاني والجواني والخزانات.

 

و بين انه تم الكشف عن البوابة الثانية للقلعة المحفورة بالصخر تعلوها كتابة إسلامية تحتاج الى دراسة لعدم وضوحها تؤدي إلى تجويف صخري مصنع على شكل غرفة قد تكون مقرا للمجموعات المكلفة بالحراسة و على ج درانها الداخلية الصخرية يوجد تزيينات قوسية كانت معدة للكتابة بالإضافة الى تزيينات على شكل أسهم وفجوات مربعة متناظرة من أجل إحكام إغلاق الباب و يسبق الباب وبالقرب منه والى اليسار حفر في الصخر كمحرس ينتهي من الأعلى بشكل قوسي تعلوه كتابة بأحرف لاتينية تحتاج للدراسة مشيرا إلى وجود بقايا كتابة عربية ضمن المحرس في الخلف وقد أزيلت بكاملها ولم يبق منها سوا حرف /ج/ بالعربية و يقابل البوابة الثانية من الجهة الغربية للغرفة بوابة محفورة بالصخر.

(قناة منحوته في الصخر للمياه والزيت مبطنة بالفخار المشوي/ عدستي 2020)

ولفت إلى أنه من خلال أعمال التنقيب تم الكشف عن الدرج المنحوت بالصخر بعد إزالة الردميات حتى ارتفاع 170سم في بعض النقاط وصولا الى البوابة الثالثة وهو مكون من قسمين الأول يأخذ اتجاه شرق غرب منحوت بالصخر بطول 18م وعدد درجاته 21 درجة وبعد هذه المسافة باتجاه الغرب تم رصف 17م والسبب في عملية الرصف عائد الى انخفاض الصخر الطبيعي عن المستوى المطلوب لتسهيل عملية الصعود موضحا ان القسم الثاني من الدرج المكمل للقسم الأول يأخذ اتجاه غرب مخصص لسير الخيل عليه طوله/36م/ وعدد درجاته 21 درجة يضيق أحيانا على جانب الدرج من اليمين وفي بدايته نقشت على الصخر آية الكرسي التي تعرضت أطرافها للتهشم.

وبين حسن أنه على يسار البوابة الثالثة كتابة إسلامية في وسطها شعار دائري الشكل ومنها يتم الوصول إلى سطح القلعة التي تحتوي على معالم أثرية كثيرة وكهوف منحوتة بالصخر وآبار مياه لافتا الى وجود جامع في الجهة الغربية من البوابة الرئيسية خارج القلعة تغطيه الأشجار الكثيفة.

وتم الكشف حسب حسن عن غرفة مبنية من الحجر الكلسي غير المشذب سقفها عقدي يتم الدخول إليها عن طريق بوابة قوسية مبنية من الحجر الكلسي المنحوت قائمة على ركائز ذات أفاريزتزيينية أرضيتها كانت مبلطة بالحجارة إلا أن يد التخريب امتدت اليها ولم يبق منها سوى بعض البلاطات جدارها الجنوبي يحتوي على فتحة قوسية مغلقة تشكل المحراب وعلى جانبيه فتحتان جانبيتان مغلقتان وفي أعلى المحراب قطعتان حجريتان بازلتيتان كانتا تستخدمان لتعليق الغطاء الذي يحجب المحراب مشيرا الى ان المواصفات المذكورة تشير الى أن للجامع ملحقات أخرى سيتم العمل على الكشف عنها في المواسم القادمة.

وخلال عمليات التنقيب الموسمي التي تقوم بها دائرة آثار طرطوس تم العثور على عدد من اللقى الأثرية في القلعة وهي حسب رئيس الدائرة ثلاث قطع نقدية برونزية إحداها بيزنطية بحاجة إلى دراسة عثر عليها في البراني و قطعة دائرية فضية مزخرفة الحواف بحاجة إلى دراسة ايضا و تاج عمود نقش عليه أربعة وجوه بشرية ذات ملامح مغولية وكل وجهان متقابلان متشابهان و تاج عمود يحمل زخارف هندسية قوسية وقطعتان من الحجر الكلسي القاسي تحمل نحت لبوابة قوسية بداخلها نقش لحيوان الفهد إحدى هاتين لقطعتين لا تزال في القلعة تعذر نقلها والثانية الأكثر وضوحا تم نقلها إلى متحف طرطوس اضافة إلى جزء من دمية فخارية لحيوان لم يبقى منه سوى الجذع.

وأضاف حسن أنه تم العثور أيضا على مجموعة من الكسر الفخارية ذات نقوش جميلة لمجموعة غلايين وكسر فخارية تعود لأواني فخارية وكسر زجاجية منها ما يعود لسقف الحمام القمرية وهو من النوع السميك الملون ومنها رقيق يعود لآنية زجاجية تعود للفترة الإسلامية مشيرا الى ان أعمال التنقيب في القلعة لمواسم متتالية تم الكشف من خلالها عن أبنية سكنية و مجموعة من الآبار والمعاصر وأرضية حجرية مبلطة وصهاريج لتخزين المياه اضافة الى كتابة اسلامية وقد تم العثور على مجموعة من الكثر الفخارية التي تحمل زخارف نباتية وهندسية بديعة جسدت بألوان مختلفة على أوان منزلية.

وختم بالإشارة إلى إن مجمل المعالم الظاهرة في القلعة تعود إلى الفترة الإسلامية ولكن في الحقيقة أن القلعة باعتقادنا تعود إلى فترة العصور الكلاسيكية لأن الدلائل الأثرية الموجودة في محيطها هي من الفترة الكلاسيكية في كل من قرية الزريقة و كاف الحمام و بسطريام الخ … لذا لا بد من أن تكون القلعة مسكونة خلال تلك الفترة وهذا ما ستؤكده معطيات أعمال التنقيب لاحقا.

 

الواقع الحالي والمشكلات التي تواجه القلعة سياحيا: 

مازالت القلعة  بكراً ولم تكتشف معالمها بالشكل الكامل بعد، إلا أن الواضح منها يشير إلى أنها تقوم على ثلاثة طوابق من الكهوف الحجرية المفرغة من الداخل.

يجهل الكثيرون أهمية قلعة الكهف، فهي عبارة عن كتلة صخرية مفرغة تماماً من الداخل تحوي ثلاثة طوابق من الكهوف الحجرية، وهي غير مكتشفة حتى الآن ويعود سبب عدم اكتشافها إلى أن فرنسا عجزت عن دخولها بسبب وجود الثوار فيها، وبالتالي فهي لم تتمكن من سرقة آثارها التي مازالت دفينتها حتى الآن. اكتشف بداخلها بقايا معبدين يعتقد أنهما رومانيين لكن الأحراش تغطيهما بشكل كبير جداً، بالإضافة إلى وجود مدينة صناعية بعيدة حوالي /4/ كم عن جسم القلعة، وهي أيضا عبارة عن كهف حجري فيه بقايا لعدد صناعية تعود لمراحل مختلفة من الزمن. يعتقد أن غرف القلعة وأعمدتها وقد تم نحتها بالصخر كلها ويعتقد أن القدماء حفروها بأيديهم.

الكهف هو رمز القلعة العمراني، كما أنه يوجد داخل جسمها في الأعلى حمامات تأتيها المياه من أقنية تتجمع مياهها في أعلى القلعة، وقد كتب على جدرانها كتابات عربية من العهد الاسماعيلي وأخرى يعتقد أنها بيزنطية، وسميت قلعة الكهف بسبب وجود كهوف تحت سطحها على شكل قاعات كبيرة، ولها فتحات تهوية باتجاه الغرب، وفيها مخازن مؤونة من الحجر، ومكان لعصر العنب ويعتقد انه كان يستخدم للخمر نظراً لصغر حجمه وقد بنيت قلعة الكهف بالتوازي مع “عمريت” بحيث تكون “عمريت” الواجهة البحرية وقلعة “الكهف” الحصن الجبلي، من اجل التكامل بين الجبل والبحر من جهة، ولكي تكون خط الدفاع الثاني من جهة ثانية، وقد كان التواصل بين القلعتين يتم عبر إشعال النار ليلاً أو الدخان نهاراً عن طريق تل الحصان حيث كانوا يشعلون النيران هناك لإشعارهم بالخطر، فهي كانت ملجأ لشعوب ما وراء البحر. وفي الغابة المحيطة بها يوجد آثار وكهوف وأنفاق لم يتم الوصول إليها بعد، والقدماء يقولون لنا إن السراديب تصل إلى كهوف ومخارج في مناطق متعددة وبعضها يصل إلى البحر وقد تكون واصلة إلى قلعة “عمريت”
تعتبر القلعة من القلاع المحصنة جداً فهي محمية بثلاثة أسوار خارجية اعتراضية ويعد كل سورٍ منها خط دفاعٍ وحده، كما أنه فيها معابد رومانية قائمة حتى اللحظة رغم أنها هدمت قليلاً على الأطراف، كما أنها غنية بالموارد المائية إذ يوجد في محيط القلعة عشرات الينابيع منها عين الفاترة، وعين المحص، والعين الشمالية وكلها تدل على أنها أثرية.

تتوسط القلعة من حيث الموقع محمية الكهف الشهيرة والتي تمتد على نطاق واسع جداً، لكن مساحة القلعة بحسب مدير المحمية تقدر بحوالي /4000/ متر، وكامل المساحة تحتها مفرغة إلا من الجدران الحجرية ولثلاث طوابق نحو الأسفل (تحت الأرض)، ويتم الصعود إلى قمة القلعة عبر درج حجري عملاق وقد تم (تحزيزه) أو تجريحه من أجل سهولة المرور عليه في موسم الثلوج وحتى تتمكن الخيول من المرور عليه أيضا دون أن تتزحلق، وعلى مدخل القلعة يوجد مكان للمراسم واستقبال الضيوف، والمدخل الرئيسي تحته مفرغ تماماً وقد دخله كبار القرية في الماضي وحديثاً يوجد بداخله جذور لأشجار سنديان ضخمة وقد ردم مع الزمن في بعض الأماكن.

الحكاية التاريخية تقول إنها القلعة الوحيدة التي لم يدخلها الإسماعيليون الذين أتوا من الغرب على رأس جيش يقوده “سنان راشد الدين”، والذي وصل القلعة التي كان يسكنها الصليبيون وعجز عن فتحها، فاشتراها الاسماعيليون بمبلغ /4000/ قطعة ذهبية وأنشأوا فيها جامعة أو مكاناً للتدريب، وقد توفي “سنان راشد الدين” ودفن في “القدموس”، وترك الاسماعيليون بصماتهم من خلال آية الكرسي المكتوبة على الباب، بالإضافة إلى تاريخهم المكتوب عند مدخل القلعة وقد كتب في العشر الأخير من شهر رجب، كما أن فيها آثار لجوامع موجودة إلى جانب آثار الأقواس والمعابد الرومانية والجدران الحجرية.

تستضيف هذه القلعة بشكل دوري رحلات سياحية لمغامرين ومستكشفين. قلعة الكهف موقع اثري جميل جداً يتمتع بإطلاله ساحرة وطقس جميل، وحسب معرفتي لا يوجد تاريخ واضح عن القلعة والمعلومات عنها ضئيلة، إلا أن موقعها المتميز ضمن محمية حراجية غنية ذات تنوع حيوي كبير جعلها تختلف كثيراً عن الآثار المعروفة فعندما تقصد الكهف تحتار بين الطبيعة الخلابة والاوابد الخالدة. 

ينقص القلعة وما حولها الاهتمام من المختصين فهي شبة منسية واغلب زوارها يكتشفونها مصادفة وربما اضاف ذلك فائدة للقلعة فما زالت كما هي ونقية بجوها نظيفة ببيئتها وهذا الذي ينقص اكثر معالمنا الاثرية في سورية.

تبقى هذه القلعة الرائعة الجمال من حيث الموقع والمكان قلعةً غير مكتشفةٍ حتى اللحظة وهي بحاجة إلى تنظيف وتأهيل من جديد لإظهار معالمها وإيضاح تفاصيلها، ويجب أن تقوم مديرية الآثار للتنقيب في القلعة وتفريغ الأحراش من داخلها وتقديم كل التسهيلات اللازمة من أجل إعادة القلعة لألقها السابق .

قالوا في القلعة :

Once entirely disconnected from the outside world due to its remote location and lack of roads, this site is now accessible by a sealed route right up to the castle entrance. The location, however, remains beautifully poised on its ridge at a point where three ravines meet in largely untamed and forested country.

كانت هذه القلعة في الماضي منعزلة عن العالم الخارجي بسبب موقعها البعيد وعدم وجود أي طرقات تؤدي إليها، أما الآن فالطريق المعبد يصل إلى باب القلعة التي تقع على حافة جبل تنتهي إليه ثلاثة وديان في منطقة جميلة ما زالت تتمتع بعذريتها وحراجها الطبيعية.

As my last visit to the castle was in poor light and with basic equipment (1987), I refer readers to the excellent photo study on Daniel Demeter’s site at — http://www.syriaphotoguide.com/home/qalaat-al-kahf-قلعة-الكهف/ Several examples have been chosen for the present posting, with Daniel’s kind permission.

كانت زيارتي الأخيرة للقلعة عام 1987 وكانت الإضاءة خفيفة إضافة إلى قلة المعدات المتوفرة لدي، فلم تكن الصور التي التقطتها جيدة، لذلك يمكن العودة لموقع دانييل ديمتري لمشاهدة مجموعة صور ممتازة .

صور شخصية للقلعة : 

زرت القلعة في وقت مبكر من هذا العام وأثناء زيارتي للقلعة قمت بالتقاط  الصور التالية وهي منشورة للمرة الأولى ، أتمنى أن تكون ذات قيمة وفائدة للقارئ.

في الطريق إلى القلعة

مدرج حجري للبشر والخيل  منحوت في الصخر  

مدخل ثلاثي الأبواب منحوت في الصخر 

متدرج الحجوم

المراجع

http://sana.sy/?p=26076

http://thawra.sy/index.php/local/investigations/218876-2020-02-27-09-35-44

http://www.syriatourism.org/ar/page64/%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D9%81

http://esyria.sy/sites/code/index.php?site=tartus&p=stories&category=ruins&filename=201212271240227

http://syroc.sy/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A7%D8%AA/%D8%B7%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%B3/%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D9%81/

https://www.facebook.com/523216844445552/posts/1762660067167884/

https://i1.wp.com/farm4.static.flickr.com/3690/14276551073_e6ca477394.jpg?w=1200&ssl=1

http://monumentsofsyria.com/places/qalaat-al-kahf-%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D9%81/

https://syriaphotoguide.com/qalaat-al-kahf-%D9%82%D9%84%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D9%81/

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!