لا تقصص رؤياك /بقلم: خديجة مكي

قد يحلم احدنا بالخير الوفير ، وقد يحلم حلما مزعجا يقض مضجعه ، وبعضنا قد يصعب عليه تفسير الحلم حيث يحلم به عدة مرات خلال فترة وجيزة.

وتختلف الرؤى من شخص إلى آخر ومن نفسية إلى أخرى تبعا للوضع النفسي والمادي والعقلي والإجتماعي وذلك باختلاف الزمان.

وإما برموز فلكية او حيوانية او بالجان على شكل تهويمات وهلوسات بعيدة عن الحقيقة ، ولكن العقل الباطن يدرك ذلك تماما دون تفسير ، او يحلم بالإنس وما شابه ذلك ولكنه لا يحلم بالملائكة على كل حال.

قال تعالى: (لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا)،
تلك رسالة نبوية مسطورة في القرآن الكريم ، وهي موجهة لنبي آخر ، وهي من الاهمية بمكان إذ تنهي نهيا قاطعا أن تروى الأحلام للآخرين وحتى الأقرباء منهمنّ هذا قضلا عن الابعدين من الأصدقاء و المعارف وغيرهم فقد يكون فيهم الحاقد أو الحاسد و كذلك الغيور ومن لا يفقه في رموز الاحلام تبعا لاختلاف المواسم وما شابه ذلك حيث لا تظهر الامور عندهم جليا و بوضوح تام.

فبعض الأحلام والرؤى الخاصة بكلّ شخص لا تُقال لأيّ أحد، ويجب ألّا تقال إلا للمؤمن العارف بالله ومن اشتهر عنه بتفسير الأحلام
ويعرف رموزها كما اشتهر إبن سيرين في هذا الباب.

ومجد ان البعض ربما يختبئ وراء ستار المحبّة والمعزّة في الخفاء، ومن هنا يُحبذّ عدم إظهار الرؤيا للآخرين لما فيها من محاذير كثيرة ، وقد جاء النهي المقدس كحقيقة واضحة.

فبعض الأحلام المفرحة والرؤى المبهجة لا بُدّ أن نحتفظ بها لأنفسنا وفي قلوبنا فقط، ولا نخبر بها أحداً أبداً، وإذا اضطررنا أن نخبر أحداً فلا بُدّ وأن يكون في غاية التديّن والثقة من الرجال الصالخين الأتقياء وذلك من أجل الإطمئنان.

فليس الجميع يتمنّى لنا الخير من قلبه، ولهذا كثير من الناس لا يطلبون تفسير الأحلام فيتركون تلك الأمور دون الولوج في تفاصيلها ولا يشغلون تفكيرهم بها مطلقا.

ومن الأفضل أن نحتفظ بخصوصياتنا لأنفسنا حتى نكون بخير، وحتى نسلم من عيون الحاسدين والناظرين والحاقدين، ولربما يكون ذلك راحة لنا ولسلامة قلوبنا وممتلكاتنا من التلف والزوال، أو من الأمور التي يمكنها تعكير صفو النفوس.

ولعلّ الآية الكريمة جاءت بمصداق البداية (لا) الناهية، أو لنقل هي الدلالة الفعلية لعدم قصّ الرؤيا على الآخرين.صحيح أن الحلم الذي رإه نبي الله يوسف عليه السلام قد تحقق ، و لكن بعد أن مرت عليه سنوات طويلة جدا.

ولهذا نترك الأمور لله سبحانه وتعالى فهو أخبر بها منا و يعلم علم اليقين بما هو صالح لنا.

وفي حال معاودة تكرار الحلم حيث أن بعض الأحلام تتكرر مشاهدها ،
أو أن الذاكرة تعيد عرضها ذاتيا كما يعرض الفيلم السينمائي دون سابق إنذار فهو محفوظ في الذاكرة
الأرشيفية للدماغ ويسترد
أو يعيد عرضه من وقت إلى آخر مع التباعد الزمني.

وما ذلك إلا رسالة توجه للشخص فيتنبه للأمور التي تم عرض مشاهدها في ذلك الحلم.
_______
عضوة منتدى النورس الثقافي.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!