لماذا نثق بما يشكك فيه أصحابه/ بقلم الشاعرة فابيولا بدوي

 

 

كانت روافد ثقافتنا الأساسية هي الصحف والكتب يليهما التلفزة، ثم تقدمت التقنيات بشكل سريع لتغدو الصورة ووسائل الإعلام على اختلافها هي المصدر الأساسي للمعلومة وتوجيه الرأي. إلا أنه بالتزامن مع هذا التقدم تطورت أيضاً أساليب التلاعب بالصورة، ومع المنافسة صارت أغلبية الصحف والقنوات موجهة إما بفعل الدولة أو مراكز قوى بها أو ملاكها بالنسبة للخاص منها.
وبمتابعة الدراسات سنجد أن أغلبية مواطني الدول الأوروبية لم تعد وسائل الإعلام بها تحظى بقدر كبير من الثقة، ما عدا ألمانيا التي تظهر النتائج أن 55.7 في المئة من أفراد العينة يثقون بوسائل الإعلام التقليدية، وأن أكثر من نصف الشباب يظهرون ثقة كاملة بالسلامة المهنية الإعلامية.
هذه النسبة تختلف تماماً بالنسبة لفرنسا، التي لا تتجاوز نسبة من يثقون بالمعلومات المنشورة في الصحف 47 في المئة، و39 في المئة فقط يتعاطون بجدية مع نشرات الأخبار، وهذه النسب باتت أقل في المملكة المتحدة التي لا تتخطى نسبة الثقة بالإعلام بها من قبل المواطنين 38 في المئة.
هكذا يتعامل المواطن الغربي مع إعلامه بالتفكير والتشكيك والتصديق في بعض الأحيان، فماذا عنا نحن من ننقل عن وسائل إعلامهم بثقة ونستشهد بها ونبني الكثير من التحليلات ورؤى المتخصصين بناء عليها؟! وهل بهذه الكيفية يمكن أن يسهم إعلامنا في تكوين ثقافة ورؤية المواطن؟

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!