معظم الاردنيين لا يملكون إلا زوجاتهم والكيا سيفيا / بقلم محمد بو عوني الطورة

في زمن الرأس مالية والذي بموجبه يتم تحديد مكانتك وقيمتك الاجتماعية من خلال حمالة مفاتيحك وما تحمله من مفاتيح ، شقتك ، بيتك المستقل ، مكتبك ، سيارتك ، مزرعتك ، محلك التجاري ، ظهرت الكيا سيفيا ، تلك النمرة الأسيوية التي تعرف كيف تسير على الطرقات المليئة بالمطبّات والحفر والتي جاءت ملائمة للبيئة الأردنية بشكل عام والجنوبية بشكل خاص ، ولأن الأردنيين المنحدرين من العرق الذي شارف على الانقراض من المحدودي الدخل ولا يمتلكون إلا وظائف تحرمهم من معظم ما تعنيه الرأس مالية وحمالة مفاتيحهم ، جاءت السيفا بسعرها المتناسب مع جيوبهم كحالة تعويض نفسي تشعرهم بأنهم مندمجين ومنخرطين في هذا العالم ولو بمفتاح واحد في حمالة مفاتحيهم وعقدين موثّقين في دوائر التسجيل الرسمية ، هما عقد الزواج وعقد ملكيته السيفيا ، والمتمعن للرابط القوي بين الكيا ومالكها يستشعر حميمية في العلاقة قل ما تجدها على سبيل المثال بين المرسيدس ومالكها أو التويوتا كامري ومالكها ، فهو يعتبرها فرد من العائلة لا ينام الليل دون أن يشعر أنها في أمان من برد الشتاء وحرارة الصيف ويحرص هذا الكائن الأردني على تجديد ترخيصها في الوقت المقرر كل عام مدخلاً العائلة في أزمة مالية كبيرة ومع هذا فهو يعتبر ذلك من باب الحفاظ على شعور التأقلم والاندماح لأن سحبها بسبب عدم ترخيصها يعود بمشاكل على التوازن الاجتماعي الذي يعيشه ، حقيقة الشواهد كثيرة على حميمية هذه العلاقة ولا يتسع المجال لذكرها ، والخلاصة أن الكيا سيفيا ظاهرة اقتصادية و اجتماعية وسياسية تكشف عورة الوطن وصاحب القرار

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!