ممالك الرمل والقلق – حالات متدهورة / يقلم د سمير محمد ايوب 

في سياق كوميديا حصار قطر ، وتراجيديا التغييرات الإنقلابية في خليج العرب ، يمكن القول إستتباعا ، بأن حالة بيوتات الحكم هناك ، باتت مقلقة للكثيرين ، من المعنيين بما فوق الأرض ، وما إحتوت ارحامها من ثروات ، وما حولها من هياكل سياسية هشة ، ومصفوفات بشرية مُغَيَّبَةٍ .
معالم القلق ومؤشراته كثيرة بيِّنَةٌ . لا تخطؤها بصيرة اليقظ من المراقبين على حوافه ، والمعنيين في ثناياه . حكام يعتصرهم وهن العمر وعدُّ السنين ، يتصدرون مشاهد انقلابية متفلته ، تعبث في التفاهمات الضابطة للتوازنات والتراتبيات الداخلية لأسرهم . وإشاعات لم تعد كثيرا خافتة ، تشي بمتواليات من الكيد والتواطؤ المحتمي بمرجعيات خارجية متضاربة . علاقات تاريخية طابعها التوجس المتوتر المستدام ، تجر تلك الأسر الى الإتكاء في وجودها ، وحماية اليات البقاء واستداماته ، الى ولاءات وحمايات خارجية متنافرة .
في سياق فشلهم المزدوج ، في مؤامرة تفتيت سوريا او حتى تطويع ارادتها ، و فشل الغزو الظالم لليمن ، تم مع امتصاص فوائضهم المالية . وتم تخفيض ملغوم ، لوارداتهم من ريع البترول. ونهب ما يتأتى لهم من ذاك الريع ، عبر سفه علني غير مسبوق .
ومع اقتراب مواقيت تذويب بعض تلك الهياكل بالإكراه ، يتم تظهير المزيد مما بينها من توجسات وعداوات داحسية غبراوية ، وحروب البسوس المعاصرة ، التي كثيرا ما كانت تصمت بالتقية المفتعلة ، الى ان تصرخ في العلن احيانا ، بعيدا عن اي وقاراو تقية سياسية .
وفي دهاليز الإرتطامات المذهبية ، التي تلف المنطقة كالطاعون ، يتم الزج بتلك الهياكل ، في مساقات خبيثة غير مأمونة العواقب ، توتر علاقاتها النفعية المتبادلة مع حلفائها التاريخيين من القوى الدينية الداخلية والاقليمية .
في هذه السياقات وقواها الحاضنة والفاعلة ، أؤكد ان ما يعيشونه في خليج العرب ، هو نهاية البيان رقم واحد . لأني لا اغفل صرامة القوانين ، التي تحكم مساقات الصراع على السلطة والنفوذ ، بالمال الماكر ، والإستعانة بالأعداء . ففي مثل هكذا سياق متدهور ، يتصدر اسئلتنا : سؤال متناسل ، عن الخطى التالية ، التي ستستكمل زعزعة الاستقرار الهش في المشهد ؟
مع اي ريح ومن اي جهة ، قد تأتي تلك الخطوة ، فإن نتائجها ستكون بالتأكيد ، تراجيديا مشبعة بالكثير من الكوميديا السوداء . لأن جل الهياكل السياسية هناك ، كما يعلم اللاعبون والمشاهدون ، بلا شرعية ديمقراطية ، ضعيفة بنيويا ووظيفيا ، مرتهنة كثيرا لمن وراء الحدود ، وأن الهدف الرئيس للقيمين عليها ، منحصر في استجداء او شراء البقاء الخاص ، دون الالتفات للثمن او النتائج .
المنصتون لعبر التاريخ الحقيقي ، لا تأريخ ذوي السلطان الأصغر او الأكبر ، يعلمون امتلاءه بكثير من الحتميات في هذا الشأن . من ابرزها : أن الاستيلاء على السلطة ، بالسرقة المقوننة شكلا ، يبقيها عارية في حالة سيلان , وفراغ مكشوف لكل متربص حصيف ومستعد .
للوصول الى نقطة اللاعودة بين سفهاء اللاعبين ومكرالمتربصين ، هناك أشياء كثيرة لا بد لها ان تحصل .
اللهم سترك ، فجل المتصارعين هناك جهلة بمدارج ومعارج لعبة الأمم . يضحك منهم ومن جهلهم ، كل امم الارض والسماء ، وما بينها في بلاد الواق واق .
اللهم سترك فان الجهلة من امة العرب ، بسادية لا يحسدون عليها ، يتلون علينا ، نارا ودمارا ، مكتوبين في مزامير التكليف الصهيوامريكي لهم .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!