نحن نقاوم فيما هم يقفزون/بقلم فابيولا بدوي

 

دائماً صورة المرأة العربية هي المقهورة المظلومة نتيجة تسيد ثقافة ذكورية، وطبقاً لمعتقداتنا الدينية، وهذا منافٍ للحقيقة. صحيح أن العربيات في غالبيتهن لديهن مشكلات لا حصر لها تفاقمت في السنوات الأخيرة، لكن هذا لا يعني أن الثقافة الغربية قادمة من كون آخر، لتحمل الخير والبشرى للساكنات على أراضيها.
فالثقافة الذكورية والتفرقة بين الفتاة والصبي موجودة وراسخة في كل مكان، وإن اختلفت النسب والمساحات. فهناك دائماً منذ الصغر صور نمطية للتنشئة بين الجنسين، وأساليب للعب متاحة للصبية وممنوعة على الفتيات والعكس. فهل يمكن للصبي اللعب بالدمية واعتباره شيئاً عادياً؟ أو تمرير الميل الدائم لفتاة لألعاب الحرب واقتناء أدواتها كونه مجرد تسلية أو نوع من المتعة؟ هنا تتدخل ثقافة المجتمعات فوراً لتقف حائلاً دون هذا أو ذاك.
لا يعني هذا أن ثقافتنا لا تحمل لمساتها الخاصة، مثل خدمة الأخ الأكبر والتمييز في التدليل وتلبية المطالب وما شابه، لكن الأسس واحدة ولا يجوز الادعاء دائماً بأن منطقتنا هي الأكثر عداوة للمرأة بسبب العادات والتراث والثقافة السائدة.
تعيش أغلبية بلداننا الآن حالة ردة، بما يعني أنها فترة استثنائية، نقاومها بكل ما نمتلك من أدوات فكرية وثقافية، ونعي تماماً أننا نواجه عيوب ثقافتنا ولا نستسلم لها، حيث نتطلع للتخلص من الشوائب العالقة بنا، فيما الآخرين يقفزون على الواقع للوصول إلى آفاق مختلفة تماماً.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!