نحن ولقاح كورونا / بقلم الدكتورة المغربية بلقيس بابو

تتردد على مسامعي هذه الأيام أسئلة متكررة  بطريقة ملفتة.   أسئلة حول ما إن كان اللقاح المنتظر ضد  فيروس كورونا  ناجعا ، أحقا يضمن مناعة فعالة ضد المرض؟ والأدهى إن كان يخلو من أعراض  جانبية؟ وأنه سيُسبِّب مضاعفات وخيمة مستقبلا ..وفي كل مرة ينزل علي هذا الوابل من الأسئلة ،   يأخذني في تفكير  عميق ..هل من حقنا أن ننتقد اللقاح، هل قضينا الأيام والليالي في المختبرات و المعامل في البحث و  التجريب لإنتاجه  لإنقاذ البشرية من هذه الكارثة العالمية ، ما الذي نملكه من مقومات لنقبل أو  نرفض أو بالأحرى للتشكيك في  نجاعة اللقاح أو سلامته ، نحن  مستهلكون بامتياز ،  رغم كل السنوات التي قضيتها  في تحصيل العلم، فأنا أعجز عن الجواب  فمن  لا  ينتج  العلم لا يملك أن يناقشه ، ما البديل الذي يمكن أن نقدمه،   ثم إننا لا ندري ما قدمته حكوماتنا من تنازلات أو ربما تضحيات لنكون من أول الشعوب التي تحظى باللقاح.

كان بإمكاننا  التباهي بمعارفنا و   والاعتزاز  باختراعتنا  زمن ابن سينا ، أبي بكر الرازي ، جابر بن حيان ، ابن النفيس و الكندي …و اللائحة طويلة.. زمن مضى، كان فيه الغرب يتهافت لترجمة الكتب والمؤلفات العربية ..

في نفس السياق و دون أن أدري  قادني  التفكير إلى الاستغراب و  الذهول من حال البعض الذين تأخذهم الحماسة و هم مستلقون على فراش مريح،  مغطون بأغطية دافئة بعد  وجبة  عشاء دسمة، ليُسرِّجون خيول  الكلام ثم يمارسون  النضال  على  ساحة الفيسبوك، و ينصروت العروبة على انستاغرام .. و يسجلون  براءة اختراعهم  على التويتر ، فأحمدُ الله أن ساحات المعارك هذهِ لم تخترع إلا حديثا وإلاّ  لما فتح طارق ابن زياد الأندلس ، ولما  وصل العثمانيون أقصى البقاع..و التاريخ حافل..

تعيدني مريضتي إلى أرض الواقع و هي توجه لي سؤالا مباشرا  لا يترك لي مجالا للمرواغة،

-هل سأخذين  جرعة اللقاح دكتورة؟

-أجل سأفعل ..لقد تعبت.

-حقا؟

-نعم سأفعل ، و لندعو الله ألا  نستجدي الغرب أن يصنعوا لنا آخر جديدا بسبب الطفرات الجديدة …

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!