نظرة عامة في السياق الإبداعي عند الفنان عماد المقداد / بقلم : سامر المعاني

يعتبر الفن التشكيلي من اقدم الفنون التي عرفها الانسان ويعتبر الفن هو الطريقة التي من خلالها يتم  التعبير النفسي والحسي للانفعالات والاحداث التي اختزلها وصنعها الانسان رغم اختلاف بنيتها ومادتها واسلوبها عبر العصور  وبطبيعة الحال تغيرت ادواتها وتعابيرها  وصياغتها وكيفية اخراجها .

عماد المقداد الفنان المبدع والذي اجاد التعامل مع مادته الفنية من خلال التنوع والاساليب المتبعة فهو فنان مثقف وعلى معرفة عميقة وواسعة بالمدارس الفنية وفلسفة الحداثة في التطور الذي طرأ على بناء اللوحة فقد انتقل انتقالا تصاعديا من حيث النضوج والفلسفة .

رسم عماد اللوحات في جميع المقاييس على الجدران والقماش والألواح والورق بكافة الوانه ورسم في الريشة بجميع مقاييسها وبالالوان الجافة والسائلة أي المائية والزيتية والخشبية .

وقد  استطاع ان يتنقل بمواضيعه  للفئات العمرية محافظا على الذوق العام  متمسكا  في المدرسة الكلاسيكية والواقعية حين يتناول الجانب المجتمعي والشعبي والتعليمي ،كما انتقل الى المدرسة الرمزية في  التعابير الفلسفية المنوطة بالمشاعر الإنسانية كما هو الحب والكره والسجن والحرية والتأمل والحلم كما ابدع المقداد في  رسم البورترية   لشخصيات عامة قدمت انجازات  حقيقية، ومن اللوحات التي تناولها على شكل الخصوص لوحة تمثل دور  الهاشميين في بناء الاردن الحديث.

شارك الفنان عماد المقداد في معارض فنية مختلفة كان اولها في منتدى الجياد وقد حصل على عدة جوائز  دولية ومحلية وهو الذي طور اسلوبه واستطاع بذكاء ان يتنوع  في فضاءات الابداع كمخرج ومنتج وكاتبا للاناشيد والخواطر الروحية التي جعلت منه مبدعا مجبولا بالعاطفة والبوح الشفيف ويستطيع ان يكون من الحروف لوحة فنية عميقة وثرية الطرح ، فمع كل ما ذكر يصبح المبدع اكثر قدرة في رؤية وفهم  ما يجوب في تصور الكاتب  حين يرسم له لوحة لكتابه او يصممه من خلال التطبيقات الالكترونية بالتعامل مع ما يناسب مضمون الكاتب كما انه اجاد في  القدرة على التعابير المتسلسلة من خلال تعامله مع قصص الاطفال والذي وسم العديد منه بلوحات تعبيرية وواقعية جميلة تتناسب والطرح والدرس المستفاد .

ان الثقافة البصرية من خلال اللوحات والجداريات ما زالت مطلب حقيقي ان تكون حاضرة كمادة مكتملة العناصر ذات رسالة ومدلولات هادفة تخدم المجتمع والانسان كما تخدم الذائقة العامة التي تحترم هويتها وثقافتها الانسانية والوجدانية ولا تستسلم للتكنولوجيا ان تسلبها من واقعها فتحول المبدع من مبتكر ومجدد الى  مقلد  ولاصق للون والشكل.

عماد المقداد تجده يحلق في فضاء الابداع  مكتمل النضوج له ما يميزه في رسائله ومدلولاته ومواضيعه التي  تكرس ثقافته الواعية ورسالته النبيلة التي  تنم عن وعي وثقافة ملتزمة وادراك حضاري لبناء فكر سوي وقويم بعيدا عن الإباحية والفجور والمبالغة التي تقزم الطرح من اجل انبهار ودهشة مؤقتة مسلوخة المضمون والابداع .

تنوع مواد المثقف وفي اكثر من جنس أدبي  كما هو في تركيبة المبدع عماد مقداد يساهم في تفعيل وتنشيط المشهد الثقافي فتجد المقداد  له بصمته على جدران المدارس والمدينة كما تجده في غلاف لمخطوط  هنا وفي كاريكاتير هناك بحرفية هادئة وراقية  على عتبات  الجمال اينما كان الورق حاضرا بالاضافة لإخراجه عدة برامج ثقافية متلفزة تشمل جميع الاجناس الادبية من خلال ادارته للجانب الفني والتقني في منتدى الجياد للثقافة والتنمية حيث منتج واخرج عدة برامج وافلام وثائقية تخطت حائط  الخمسين عملا له متابعين ومهتمين من شرائح الوسط الثقافي الأردني والسوري والعربي.

ومن هنا  وعلى ما ذكر  فاز عماد المقداد بثقة المثقف الاردني والعربي الراغب في تصميم غلاف كتاب او صحيفة او مجلة او نشر مادة مسموعة او مرئية كما نال ثقة المدارس والجمعيات العامة والخاصة لبناء جداريات ترفيهية طبيعية او تعليمية وهو الحاصل على المركز الأول في مسابقة الجياد الدولية في جميع الأجناس الأدبية لعام ٢٠١٩ في مجال الفن التشكيلي وبمشاركة دولية ضخمة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!