مع كل حملة انتخابات رئاسية فرنسية، تطالعنا وجوه المرشحين يومياً بتعبيرات مختلفة، ودائماً هناك رجل واحد يقبع خلف العدسة نفسها، المصور الصحافي جويل ساجيت الذي تبث من خلال عدسته وكالة الأنباء الفرنسية صور السياسيين كافة لتتصدر أخبارهم كبرى الصحف الفرنسية وتنقل عنهم الصحافة الأجنبية.
وبمناسبة معرض تحولت فيه صوره إلى لوحات، يرى ساجيت عند تصوير رجال السياسة أن الدقائق الأولى حاسمة لمعرفة ما إذا كانت الأمور ستسير على ما يرام أم أن هناك حاجة إلى جهد لالتقاط جزء من أعماقهم، إلا أن المشترك بينهم رغبتهم في جذب أكبر قدر من الناس عبر لقطات لا تعكس غالباً حقيقتهم. فالسياسيون يخشون من السخرية، لذا يضعون الحواجز بين طبيعتهم والطلة التي يريدون تصديرها، لذا يأتون غالباً متشابهين.
ربما لم يحاول أحد منا دراسة وجوه المشاهير لقراءة ما في بداخلهم، وبعد قراءة تصريحات ساجيت لن نفعل، فكما تحتوي الصور التي تنقل الأحداث على تركيب ومونتاج، يبدو أن الوجوه التي تطالعنا يتم ضبط انفعالاتها بدقة لخداعنا، وهو ما يجعلنا لا نصدق أياً منهم.