أبطال الورق/ بقلم: كرم الشبطي

لا يشعر في الضحية غير الضحية
الجلاد ما بتفرق معه شو القضية
حاكم مفتي قلم حرف جمع القفص
مثل الدجاج في انتظار الدبح
كلمة كرباج عقاب لسان القبح
لا رحمة لميت ولا لحي يذكر صدق
هذا منتحر هذا شهيد وهذا قتل
للروح للبيت وللوطن ومن يسأل
من السبب كيف حدث من قدم رصاص
من حرم الناس من جهز حبل الاعدام
كل ذلك لا يقال والخوف من القاضي
هو نفسه من يضع المسدس في الرأس
يحاسب الفقير ولا يقدم له الغذاء
ممنوع عليه التحدث ولا الكلام الحر
ممنوع تقتل نفسك كي لا نكفرك بعد
ليس لك حق الاختيار وكيف تنهي حياة
عيش مثل العبيد كفاك منا شعار سند
لا يغني ولا يسد رمق واصبر وصابر أنت
لم نصل لقرن في الحكم ولا يكفي لربع
انتظر كي تتزوج وانتظر كي تتوظف
وانتظر كي يأتيك الموت فجأة مثلهم
الأهم نحن بخير وأنت لم تصدق يوما
نعد لمعركة التحرير فليموت الشعب
ماذا يهم في تغير الحال للبعض مثلا
من راكب شاحوط لراكب جيب وساكن قصر
كيف تريده أن يعود ويترك لك الميدان
طلب منك أن تغادر وهاجر من هنا الكثير
إلحق بهم واتركنا نحكم البقية للعمر
عله يأذن القدر وتتحرر الأرض من نفسها
أو ننتظر تحالف العرب أو حلف المقاومة
الجميع يفتي من تاريخ اغتصاب فلسطين
لكل مرحلة سواد نتوشح به ونحزن حقيقة
نودع ونسمع ونستمع لما وصلنا إليه
السمع والطاعة العمياء وإياك التفكير
يرهقك ويدفعك للمصير المجهول من الخلف
كما طعنات الغدر ولا تعداد لها مهما كتب
يا الله كم نحن أغبياء ونجهلك وقت اللقاء
وحدك من تقرر سير العدالة والأحكام شرع
لكنهم زيفوا ومارسوا أبشع رذيلة واتهام
ليس من حق البشر أن تحكم على الدماء
اتركوها ترتاح في قبرها وكفى لكم حساب
لا أعلم من يخبرني منكم وهو ينام دون عشاء
ومن يشاهد طفل يطلب أبسط الحقوق للحياة
ونحن نتجاهل كل أمر وكأننا لم نشاهد أحد
ما أكذبنا في عاداتنا وتقاليدنا القبلية
لم تتغير ولن تتجه يوما لتحديد بوصلة غيبت
كما العقل الرزين وما أبشع بعض المحسوبين
على عالم الفكر والأدب وهم فعلا لا يحسنون
لأنهم يصمتون على قول الحق ويحاكمون الضحية
لا تستغرب هذا هو العالم العربي ولا يتعلم
من إنهيار لإنهيار وسقوط أخلاقي سبب كل دمار
قيمة الروح في الحفاظ قبل دفعها لأي قرار
لا أبرر لأحد ولكن أصمت وقت ما أشعر هناك ظلم
وجميعنا ظلمنا وهربنا من خلف جدار الانقسام
رأينا مليون جريمة وفي كل مرة تفسير وسجال
وتعريف للأسباب وفي صدق قلوبنا نعلم الأحداث
كل شيء مزور وهذا ما تركتوه للأجيال المحطمة
نفسيا ومعنويا وفي النهاية تسمعون الخبر
لتطلقوا فوهات حناجركم ودموع جبنكم تقتل
وغيركم يتحول ويصطف مع الجاني دون المعرفة
ولا فكر ولا ثقافة ولا خير بمن لا يدرك الحقيقة
يضع رأسه مثل النعام ويدفن كل شيء جميل داخلنا
وما أبشع الحلم فينا عندما يتحول لسراب يقتلنا
وكأننا في دور كبير لا يشعر به غير ضحايا المعركة
مسرح يمثل فيه ويطلب منا التصفيق لأبطال من الورق

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!