أغدًا سنرحل؟! | بقلم: قمر عبد العزيز الخطيب

 

تمضي هذه الليالي باردة وكئيبة، بالأمس نمت حزينة كما الليالي التي سبقتها والليالي الآتية حتماً، يكاد قلبي أن يتوقف من فرط التعاسة التي تعتريه، أشعر وكأني أغرق ببحرٍ من الأوهام فأزيد كآبة أكثر حينما لا تتحقق الأحلام..
أحاول جاهدةً أن أُشغل نفسي بالعبادة والصلوات وأتقرب أكثر من الأصدقاء، ولكن أشعر بأني لم أعد أنا كما عهدتُ نفسي بقوتي وأمالي، بل بتُّ أراني جسدًا مُثقلًا بالعبرات، حتى يكاد أن يهوي أرضًا من ثقل ما يحمله من الهموم.
يدُ أمي دائماً تربت على كتفي وتسند بقاياي من الوقوع، ولكن عذرًا يا أمي فهذا العالم قد بُني على كمٍّ هائلٍ من الظُلم وقد اجتاح قلبي فصار رميمًا.

لم أرد يومًا أن أتصف بتلك المأساوية التي أنا بها الآن، ولا أظنُ أحداً يرغب أن يكون هكذا من تلقاء نفسه، بل هي الأوجاع المتراكمة منذ مدة جعلت مني أنثى متعبة بكل ما تحمل الدنيا من شقاء، دعوتُ كثيراً، حتّى أكثر مما يعتقد أحدهم، ولكن ربما دعواتي لم تُجب لُطفاً من الله بي حتّى ألقاه بنفسٍ تعِبت وأُثقِلت.. حزِنت وضُرت.. أُنهِكت وَذُلت.. ولكن صبُرت واحتسبت، فأقول حينها : يارب.. أرِح واجبُرْ.. ارّضِ وعوّض.
واللهِ أني تائهة والتفاصيل من حولي مُبهمة، ولم أعد أستطيع إجبار نفسي على تقبل أتفه الأمور وأصغرها، ولستُ راضية عني بكل تلك المزاجية الحادّة والمُفرطة التي بها أنا، وعندما أرى ضحكاتي المصطنعة لا أحتمل….
شيءٌ ما في الأعماق قد انطفىء والدنيا باتت كسواد الليل في عيني، ولا يفصلني عن رغبتي في مغادرتها شيء!

قمر عبد العزيز الخطيب

عن سوزان الأجرودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!