أقول أحبك / بقلم: خالدعبدالوهاب

أقول أحبك….
تقولين تكذب؟!
فكيف يجيء الوجد هكذا، ومن غير وعد؟
فهل يأتي البرق بغير سحاب!
اقول أحبك، وكل المواعيد تشهد
أنك اليوم تتربعين على عرش قلبي
وبصماتك المتعبة ما زالت منحوتة فوق جدرانه…
مشاتل من الذكريات
فوق تاريخنا المثقل بنزيف الصراعات،
وضجيج الشعارات..
وعذابات السنين التي غادرتنا،
والتي ﻻ تجيء إﻻ مثخنة بالجراح،
وعن حلمنا الذي تاه ما بيننا
وخطواتنا في الدروب البعيدة
فالحدائق اﻵن صارت خالية
والمقاعد أيضا صارت خالية،
إﻻ من اصوات الخفافيش في الكهوف العميقة!
واصوات البنادق تطارد اصوات العصافير
وشبح الموت ما زال يطاردنا،
كحصان رمادي..
وانت ما زلت حيث كنت،
إمراة نائمة فوق رفوف أحﻻمي
التي ياكلها الصدى؟!
وأنا ﻻ أنام إلا على وقع أغانيك القديمة،
لك الماء..والعشب..واﻷغنيات
لك الحب..والعشق..واﻷمنيات
وأتركي لي الخوف منك وعليك،
وسؤال المساحات..
فالطحالب ما زالت تتنامى فوق
أعشابنا،
من جميع الطوائف والمستنقعات؟!
فهي مدي إلي باهدابك المثقلة بالدموع،
وانثريها ورودا فوق جراحاتي
وارسمي من وجعي خارطة الوطن المثخن بالجراحات..
فالحرب ما زالت ترفل فوق أجسادنا،
وتغمس أرواحنا بالدماء..
وتنزع اللقمة من افواهنا،
والضوء تنزعه من عيوننا؟
وتنثر كل الرماد فوق رفاتنا،
فهيا كفكفي ما تبقى لك من دموع،
قبل أن نكتب آخر أشعارنا.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!