أنا/ بقلم : نزيهة شلخي موسى /الجزائر

عام آخر يمرّ و أنا أتململ فينا بحُمق
أضيع بين شرق أنتَ فيه و غربٍ نُفيت قصرا إليه
في ساعة تيه…
في لحظة سخط نموت أنا و القصيدة على يدّ قناصٍ بليد
يجيدُ التّخفي وراء السّطور بين الحروف على الورق .
يقرصن حبال الأفكار على سواحل الكلام
يقتفي أثر الحلم خطوة خطوة و يدوس عليه
يسحق الورود بدم بارد و يتركنا للخيبة و يمضي

عام آخر يمضي و أنا لا أزال كعادتي …
أفتّش عن قواربٍ صغيرة أو كبيرة تزهر فيها الحياة
أملأ سلال العمر بالأمنيات بالأغنيات
أحدّق بوجوه البحّارة  الشّاحبة …..
أتقاسم معهم الرّسائل الّتي كانت عالقة في عرضِ البحر
أسير جابرة للخواطر المكسورة على قارعة الفرح
أرتّق القلوب المفجوعة في الحب ،
المطعونة في الحياة .

عام آخر يمرّ و أنا أبحث عنّي في المرايا القديمة
في برك الماء الرّاكدة
في دموع الأطفال السّخية
أبحث عنّي فيك في كلّ الأشياء الّتي تذكّرني بك
عام آخر يجيء و أنا أسافر من تيه إلى تيه
لا أحد يستطيع أن ينتشلني من فوضاي اللعينة
تلك الممرات السّرية الّتي تعبث داخلي
تسرق من عينايّ السّكينة
تحيل ليلي البهيم إلى عوالم سرمدية لا تنتهي
و لا تستسلم أبدا للضّوء .

عام آخر يمضي….
و أنا ألملم الأيام الّتي تساقطت من يديّ
أرمّم تلك الشّقوق بشيء من التّجاهل و كثيرٍ من النّسيان
لا حيلة تستجدي مع وجع عضال يعيش فينا
يقتات على ما تبقى من أحلامنا الّتي لم تنضج بعد
كلّ تلك الهمهمات كانت تنحت الجدار
كنت أسمعه و هو يتآكل و يتآكل.
كان يسرق من عمري ليعيش  .

عام آخر يمضي و أنا أعاقر الصّمت كظلي
أختفي وراء عباءته المزهوّة بالوقار
الموغلة في التّجلي …
وحده السّكون يعرفنا يتقن نبضنا الرّديف .
عام آخر يجيء و أنا لا زال أشبهني
أشبه زهوري البريّة .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!