أيام من عسل مر / بقلم : كفاية عوجان

قاسية هي الأيام حين تشيخ،

وباردة تلك البيوت إن هرمت،

وحزينة تلك الجدران، فقد سالت ألوان أصباغها من انهمار أدمع السماء عليها.

قاسية هي الأيام حين تختفي الشمس وراء الغيم كطفل صغير يرتعد من الخوف، وتتخلى عن جبروتها تاركةً البرد يستبد بالأحياء.

هناك …

في أماكن لا تزورها الشمس، تبدو الأشياء صامتة يكسوها لون كالح باهت، يعيش فيها أناس يعشقون الصمت ويمعنون في الإنصات للضجيج، يفضلون العتمة ليضعوا النور حيث يشاءون ويطفئوه متى أرادوا… يعيشون عالمهم القاتم البارد  دون زيف أو رتوش.

يأنسون بهدوء المقابر، نزعو عن وجوههم تلك  الابتسامة الزائفة … كسروا المرايا،ولبسوا الالوان الزاهية رغم انهم يعشون الأسود

تعبوا من مشاعر باهتة وأحضان باردة.

في عيونهم نظرة يصعب تفسيرها، تحسبها القسوة فيما هي قهر دفين أو ربما حزن سجين.

مثل ظلٍّ يتجولون في الشوارع دون هدف، يهيمون على وجوههم ويبتهجون بقتامة الغيم ودمع السماء.  يتنفسون الهواء البارد. وفجأة وبلا أيِّ سبب يبتسمون للوحدة وللذكريات وللأحلام.

قاسية هي الأيام حين تكون طويلة …فارغة  لا يملأها سوى الحنين

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!