ليلة عيد الميلاد / بقلم : ريمان هاني

حينما أحجُبَ تِلكَ اللمعةَ
في عَيْنَيكَ
تَرتَدُ النَظْرة في تكْوِيني
تُٰجرِدُ عَقَلي مني
في قطراتِ من الدَهشَة الغريبة
تكشِفُ بعض أسْراري الصَغِيرة
كتلكَ الضَفِيرَة العَاشِقَة
وتِلكَ الشَفَتَين الكَاذِبَة
وأسَاوري الرَقِيقِة
التي أهْدَيْتَها لي
في غَمْرةِ ليلةَ عِيدِ المِيلاد
وكُوبَ قهوة يُشبهُ جُنوني
أية لمعة في عَيْنَيكَ
تُضِيءُ هذا الصَباح
الممتَليء بمُزنِّ الْحُزْنِ
وتجْعَلها كَزهْرةِ الشَّمس ..
رغْمَ كل تِلكَ الأيام البَعِِيدَة جِداً بَيْننَا
رغْمَ تقَوْقعي داخِلَ جُدرَاني
تِلكَ العَيْنَين
تلمعُ في ذاكِرَتِي
تُشْعِل أورَاقِي القَدِيمَة
وألواني الفَاقعة
المُجَردَةَ مِنَ المعْنَىٰ
وتحرق كُلَّ قصَائِدي
المُعلقةَ
على أطْرافِ اللُّغة
وأتوهُ … أتوهُ
مسَافَةَ عُمْراً مضَى
وحُلمَاً لم ينتَهِي زَمَنَهُ بَعْد ..!..
لأُطْفِيء نُوراً
لا يَزالُ في تَكْوِيني ..
يبعثُ في داخلي ميلاداً جديداً
يحمل ملامح الزمن ،
وأياما كثيرة
تمر في تلافيف عقلي
تسرق الدهشة مني
أعيادٌ لا تحمل بها هدايا العُمر
فقط أحزان الحروب
وعيد ميلاد أخير يزورني
في الحُلُمِ.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!