أمي / بقلم آمال حميدي دعيبس. سوريا

لصحيفة آفاق حرة

توافق ثلاثة أحرف صنعت أعظم معجزة لغوية عاطفية وروحية،

وما تُخزِّنه هذه الكلمة من معانٍ مُثقلة  بقدميّ أمّي، وجعلت بوابة الجنَّة تمرّ من تحتهما؛
هيَ ملكة في عرشها، يبقى البيت ليلـًا إلى أن تستفيق الأم
فيسطع نور شمسها في أرجاء المنزل
أُخمِّن بأنَ الشَّمس هي الأم، القمر هو الأم ،والنُّجوم هُنَّ الأم ، وأن الأم هي مجرى الكون،
أينما تمشي تزهر الأرض تحت قدميها حقولـًا من الزهور
أليس الجنَّة تحت أقدام الأمهات؟!
تحزنُ أمي فيحزن الحقل،
تتعب أمي فيتعب الكون،
يا أمي لا تيأسي هل للأزهار بألَّا تتفتح بفصلِ الربيع؟،
أنتِ ربيعي بكلِّ فصلٍ!،
قلبُ الأم يستحيل أن يكون مصنوعـًا بنفس القلوب البقيّة
من الحنيّة مصنوع، مغموسٌ برقَّة جياشة، مبَّهرٌ بالّلطف، مضافـًا إلى غيمةٍ حلّت فتركت من قطراتها بعين الأم، وزرعت من نقائها بقلب الأم فتفيض عينيها عندما نتعب وتربِّتُ على قلوبنا بنقائها لننسى ما يشقينا؛
فيزول البؤس عنا، وتأخذه هي، وتدفنه في مقبرة أبدية
كلماتي لا تسعني إفصاحـًا لعظمتها…
وحروفي تبكي إشفاقـًا على حالي،
كتبتُ بقلمي والجميع سيقرأُ ويسمعُ بقلبه.
أسألك ربِّي أن تحفظ لنا هذه النعمة وتُخفِّف عن قلوبهنَّ أتعاب الحياة .

….

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!