لصحيفة آفاق حرة
العنب بين فمين
خاطرة
بقلم. نجيب كيَّالي. سوريا
لم نكن في موسم الثمار
كنَّا في الصَّباح
حين دعانا العنبُ لقطفه!
حين تكوَّرت حبَّاتُه فجأةً على شفتينا!
نحن في الشتاء
والبرد يبتلع حجومَ الأشياء!
ذيلُ القطة تقلَّصَ حتى نصفِه!
شجرةُ الحديقة من خلف النافذة صارت أقصرَ قامة!
لكنَّ العنبَ على الشفاه دنا، فتدلَّى!
عصفورُ الشَّوقِ زقزقَ، فسمعناهُ وحدَنا!
أنا لم أخطط
أنتِ لم تخططي
القبلةُ الأولى خطَّطتْ لنفسها!
التقبيلُ ماكر
يعرفُ كيف يجرُّنا إليه.. يعرفُ.. يعرف!
كأنه يطلق رصاصاً من سُكَّر على مواعظ الأبوين، فيقتلها!
دقَّاتُ القلب تعلو
الحريقُ يحلو
عنقودُ عنبٍ مربوطٌ بقبلة
حبَّاتُه اختصارٌ لجِرار النبيذ
اختصارٌ للبهاء الأعلى الذي عَجِزَ المتصوفةُ عن إدراكه!
لم تقدِّمي شفتيكِ لي
كنتِ فيهما
ما أروعَ أن تتجمَّعَ امرأةٌ في شفتها، ويقطفها العاشقُ من هناك!
ما أروعَ أن تتغلغلَ قبلتُها فيه!
فيكتشفَ أن الفصولَ ليست أربعة، بل هناك فصلٌ خامسٌ هو: فصل التقبيل!
وأنَّ السماواتِ ليست سبعاً، فللتقبيل سماءٌ ثامنة يأخذ العشاقَ إليها!
قد يتلف أعصابَهم، لكنَّ أعصاباً جديدة ستنمو لهم!
قد يتلف قلوبَهم، لكنَّ قلوباً أحلى ستنبتُ لهم بسرعة!
القبلةُ أحلى من اسمها
أعظمُ من حروفها
لحظةٌ أكبرُ من عصر
القبلةُ وعدٌ بأن نظلَّ معاً نحن العشاق، ونبدأَ بتغيير العالَم من أنفسنا!
*