تناقض الذات/ بقلم: أحمد الحوشبي( اليمن)

إنني أرتكبُ مجزرة دراماتيكية.

لم تكن هناك أيُّ اقتباسات في نضوج مسيرتي المتطايرة ،ولم تكن هناك أيُّ عنوانين تُجسّدُ احتمالي.

قد يلوذ الشخص بالفرار من واقعه.

ربما لا سبب ، لا دافع ، لا مبرر.

سوى أن يرثي غريزته بالبقاء في رغبتها على الرضا بحريتها الغير محرره.

لم يكن هناك تغير في الحياة كما يكتبُ البعض عنها.

إنها حياة غير انتظامية ، حياة لا تنتهي بتوقعٍ محتوم.

إن الحياة هي القانون الذي لا يقبل التعديل ولا التجديد لأنها ليست ملكية ، ليست مقيدة ، ليست إدراكية.

الحياةُ مسيرة لا متناهية بقرار أحد ولا بتخمين المستقبل المنشود مسبقا.

وغالباً أبديةُ الأشياء ما تنتهي لا كما يتوقعها المرجو ولا كما يؤمن بها القارئ.

إن في كل سطرٍ خطه ذلك القلم على اللوح المحفوظ لم أعلم ما هو …

وهذا ما تتعارف عليه البشريةُ جمعا ، وإنني أُملي لكم تعابير هذا الحال وما أبلاني الله به من خوض حربٍ لم تبقِ ولم تذر ، عن حرب أنا القتيل فيها وما دون ذلك نزلاء في ساحة قلبي.

في تفاصيل هذه الحرب اعتبارات مُعدمة ، واختلاط عقيم وركوض وهمي.

لم تكن حربٌ مُعلنة كأي حربٍ تُقام ، ولم يكن فيها هتافات وصراخ ، لم يكن فيها حتى جنود ودخلاء .

مرات متفاوتة أشردُ بها بعيدا عن وطيس المعركة ، وكأن شرودي في هذا الزمان يساعدني في الهزيمة.

الشيء الكارثي في هذه الحرب أنها حربٌ عقيمةُ الإنصاف كان ذلك فوزا أم خسارة.

وكما أن الإنصاف في الحكم يُقرئ الأميُّ ما لم يكن يعلمه ، ويُنجي المرء من اتهامات ليست بحقيقية ولكنها دائماً ما تأخذ مكانها في القلب .

تستوطن هناك ، تتكاثر هناك وكأنها جرادٌ منتشر.

التسليح في هذه الحرب لا يأوي نملة ولا يعطي الموت حقه.

التسليح في هذه الحرب ينجيني من الاحتماء ويَرمي بي في خندق الهلاك.

لتكن هناك طيور تُحارب خِفية ، وملائكة ترمي بالشرر .

لتكن هنالك الأرض تجتهدُ في ابتلاع رفات العدم.

كل ذلك لا يُغيِّرُ من جوها شيئا.

في أواخرِ أيام الصبى لم ألتحق بتلك البراءة الكضة التي تُغيِّرُ من شكلي الخارجي والتي ترفعني درجة من التقدم الملحوظ.

وإن كانت هنالك ابتسامة مجهولة فإنها تحبو كطفل أدرك جمرة فألجمته .!

إن الاختلاف دائماً ما يعطي العين نظرة إستغرابية ، دائماً ما يعكس الصورة عن واقعها وإن كان مُتكررا.

ولكن اختلاف المنطق كلعبة الشطرنج يبقى هنالك حاكمٌ واحد بعد أن عاث بمملكته في صريح الحكم.

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!