لذّة الانتصار / بقلم :شروق سلامه الشّعار

 

منذُ مدةُ عشرون عاماً وخمسةَ عشرة يوماً وثلاث ساعاتٍ.. أحلمُ أن أصل الى القمّة
بالانتصارِ .. بالابتسامةِ ..
طوال هذه المدة وأنا أتنفّس بصعوبةٍ وأعيش بصعوبةٍ..
لم أحزن يوماً لفوت النّهار فأتذمر من عتمة اللّيل..
حتى…
وصلتُ إلى القمّة .. شعرتُ بحرارة النّصر..
رأيتُ الشّمس تنسحب بهدوء من تلك السّماء..
رأيتها عن قربٍ..لكنها كانت تشقُّ طريقُ رحيلها..
شعرت أنها تمازحُ السّماء الزّرقاء الصّافية..
اندهشتُ وبقلبي حرارة الانتصار..
لم أبالي..فأنا وصلت إلى القمّة..إلى نهاية طريق العناء.. بداية طريق الأمل..
ابتسمتُ.. وأغمضتُ عينيّ بشرودٍ متناهٍ..
حتى غفوتُ هفوةً رغم أنَّ النّومَ مسلوبٌ من عينيّ..
شعرتُ أنَّ قدمايَ تتقدمان وأنا جالسة..جاثية..مستكينة..
شعرتُ أنَّ قدمي تخون مسيري تنوي عليَّ أن أتزحلق من رمم الجبال..ذلك الشّعور الذي أشعرني بقشعريرة من الخوف والفزعة المميتة..فاستيقظتُ مذعورة..
أين أنا؟! أين الشمس؟!
إنني وحيدةٌ على القمة..تحت تلك السّماء الحمراء..وقت الفجر..
لكنني..
ضجرة..مندهشة .. ماالذي تجلّى لخاطرِ الشّمس كي تغيب الآن بعد قطعي كل هذه المسافة مستعينة بنورها؟؟! لِما قررَت أن تغيب الآن عندما وصلت إلى القمة؟!
هل هي لاتريدني أن أستلذُّ بدفء الانتصار؟!
تدمع عينيّ.. أتنهد.. يوقضني صمتي لكنّي..
أستمرّ بالصراخ.. أستمرُّ بالصراخ.
حتى..
طلّت الشّمس بثوبها الذهبيّ المتلألئ..ابتسمَت بوجهي وكأنّها تصافح ابتسامة لذّة انتصاري..كأنّها تهنئني..تحييني..
حينها..
علمتُ أنّ بعد عتمة اللّيل ووحشته شمسٌ تهدئ وتريح أنفاسنا لتشعرنا بلذة الانتصار..
فمن الآن لم تتوقف أحلامي بوصولي إلى القمة ..
فإني أصبحت أتهيّء للطّيران

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!