نجيب كيالي. إلى حبيبي الذي هو كل شيء

آفاق حرة-

 

إلى حبيبي الذي هو كل شيء
كلمات تشبه الحب الصوفي

بقلم. نجيب كيالي

* وحدَهُ النهر يعرف عذوبةَ ما بيننا، فيغنّي في مسيره، ويسقي الأشجار تارةً من مائه، تارةً من دموعه.
* ضع وردةً على بابي كلَّ صباح لأعرفَ أنكَ مازلتَ تحبني، ضع همسةً في أذني لأعرف أنكَ لم تنسني.
* يا من لا تغرِّد بلابلي إلا بقربكَ أرجوكَ لا تغب عني.
* إذا لم تأتِ لا يأتي الصباح، ولا يأتي الليل، وأنا لا أكون.
* كلما اقتربتَ مني قلتُ اقتربْ أكثر، أريد أن أكون أنت، وأريدكَ أن تكون أنا.
* لا أستطيع أن أنام وأنا وحبيبي في مكانين متباعدين، من نور وجهه وِسَادِي، وغطائي من يديه الحانيتين.
* عندما أراكَ يعرف الربيع التائه طريقَهُ إلى بستاني اليابس، ويصبح لأبوابي قميصٌ من الورق الأخضر.
* كَبِرتْ بذرتي معكَ، وصارت شجرة، ورأسُ شجرتي مازال يذهب للأعلى، فهل قريباً سيلمس وجه الشمس؟
* حين هجرتَني أغلقتِ الوردة بابَها، واعتذرتْ عن تقديم العطر، واعتذر الحسُّون عن التغريد، ويبست الغيمة، فهوت من سمائها، كأوراق الخريف!
* آه يا سيدي عرفتُكَ، لكنني أريد أن أعرفَكَ أكثر، أمشي إليكَ على وهج قلبي، ولم أصل إلى آخرك.
* نسبق أهلَ العشقِ كلِّهم في الوصال، نسبقهم في التغريد، لكنهم يسبقوننا في نعاس الحواس، نحن لا يحصل لنا ذلك.
* احكي لي عنكَ لأحكي لكَ عني، الكلامُ أوَّلُ الوِصال، ومنتصفُ الوِصال، وآخر الوِصال.
* في حضرتكَ أرتعش، وتسبقني دموعي، كلُّ دمعة سؤال، كلُّ دمعة حنين. فهل تدري يا سيدي؟
* علَّمَني حبُّكَ أن أعطي وأفيض، فصارت يدي تسبقني إلى العطاء، وأخذ كَرَمي ينافس كَرَمَ النهر.
* في ليلتنا الألف نحن أحلى، وفي ليلتنا المئةِ بعد الألف نحن أحلى وأحلى، لأنَّ حبَّنا لا يعرف المشيب.
* معي شيءٌ أخضرُ أريد أن أوزّعَهُ على القلوب، معي قلادةُ نور أريد أن أهديها للغارقين في الظلام، معي روحي الممتلئةُ بكَ لو رآها الناس لعرفوا ماذا ينقصهم.
* شربت البلابل من كأسنا فازداد صوتها جمالاً، شربَ الغزال فصار أحلى، شربت قبضةُ الباب فانفتحت عن الأسرار.
*
٢٠٢٣/٥/٦

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!