العودةُ إلى الذات | بقلم: غادة حسين / كاتبة سوريّة من حلب الشّبهاء

لستُ كبقيّةِ قريناتي، لم أتشبّث بعاداتِ أمي البتّة ولا أُشبهُ طيبتها قطعًا، كنتُ أمقتُ سذاجة القُدامى وتفسيرهم لكلِّ تصرف أقوم به؛ لأنّهم لا يعترفون بما أُسميهِ أنا وأشباهي بالجنون !الجنون الذي أطوي تحتَ عباءتهِ كثيرًا من الحماقاتِ التي ارتكبها وأُريح نفسي من مهمّة وعناء التفسير…
أيضًا لا تروق لي الأحاديث الباردة، أبغضُ القيود كيفما كانت ولأيِّ سبب كان،
لديَّ قناعة تامّة أنّه ليسَ بالضرورةِ أن ألقى ما صنعت وأسقط في كلِّ حفرةً حفرتها لغيري كما يُقال، فهذا يعتمدُ على الذكاء لا أكثر!
ولا ذنب للأذكياء بقواعد أنشأها الأغبياء لعدمِ نبهاتهم!
أمّا اليوم بعدَ أن مضى زمنًا كافيًا لتحطيمِ قناعاتي جلَّها وضربها عرض الحائط، أدركت أن السذاجة لم تكن إلا في فكري أنا، وأن الحفر كانت تنتظرني لتلتقفني وتنتزع مني غرسة التكبر والشر وتستبدلها ببذرةِ خيرٍ، لتجعلَ مني امرأة روضتها الحياة حتى أصبحت لا تُشبهُ إلا قلب أمّها…
غادة حسين

 

 

عن سوزان الأجرودي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!