انا والثريا والغياب / بقلم : محمد صوالحة

تقترب مني … تحضن خدي بكفيها … تمسح عن عيني بقابا دمعة… تحضنني وتقول : حبيبي احرق ما يسكنك من وجع … اغتسل من ذاكرتك… وامسح صورهم منك … هذا الوجع الساكن فيك عثرات تقرب النهايات … تعجل بالرحيل الى العدم.
رفيقة عمري … كيف لي ان اخرج مني … ان انفض ايامي … كيف لي ان استمر بدربكم دون جذوري … دون حكمة الغائبين.
تمسح باصابعها على جسدي … فينفلت من عقاله الطفل الذي يسكنني باكيا … يوبخني .. يعاتبني .. يسال كيف مارست ظلمي عليه… وحرمته من طقوسه…
آآه يا صغيري … خشيت عليك من حكمة الكبار… خفت ان تقتلك الرزانة.
خشيت أن تقتل الحكمة لذة الدهشة فيك وفيّ… خشيت ان افقدك فأفقدني …خشيت عليك من خيانة المسافات وحسرة الغياب .
آه يا صغيري ما اقسى القدر حين يجبرك على الرزانة .. ليجبرك على ان تسير في خط مستقيم .
غابوا يا اخر ما تبقى من نور في دربي … وما عادت لي الريح برائحتهم … آه يا ثرياي .. وحدك من يشق شعاعها عتمة روحي … وحدك من تخفف من نزف العمر .
آه يا سيدتي .. لو اعرف دربي … في غيابهم …رفضتني الطرقات … ورفضتني الصباحات … حتى الاحلام عادتني … مسحت اثر خطاي الأرصفة .
اه ما اقسى الايام في ظل الغياب .. اي يد ستأخذني اليهم .. في اي الكهوف التقيهم … اي الاشجار تجمل زهرهم … واي ياسمينة تحمل شذى من غاب .
وانت ايها الراحل الى البعيد .. ما أقساك … كيف تركتني للعتمة ورحلت .. كيف هان قلبي عليك لتكسره … آه يا انت … ما أظلمك … كيف عصرت الفرح من روحي وتركتني كجذع نخلة يابسة تشتعل فيها نار الغياب .. وتعصف بها اعاصير الشوق .
اما انتٍ … هل يكفيني نورك ليبدد ظلماتي … هل يكفيني كفك ليمسح وجعي الساكن في منذ عمرين وأكثر … هل تكفيني عينك لتحدد جهتي . راحل أنا يا سيدتي .. وسيدة العمر .. وما تبقى من أيام وما رحل منها .. فهل ستغسلني دمعة منك … وهل تكفنني عباءتك التي أحب

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!