بكارة المجرة / بقلم / زكريا شيخ أحمد

بكارةُ المجرةِ

لمْ أملكْ يداً مشاغبةً .
لمْ أملكْ سوى
دموعٍ مكبوتةٍ
و صمتٍ مخلخَلٍ ،
سردتُ بهما تاريخاً منَ القمعِ المتواصلِ ؛
تاريخاً شاسعاً ممتداً ؛
ما بينَ بدايةٍ كأنَّها البارحةُ
و نهايةٍ كأنَّها اليومَ أو غداً .
سردُتُ روايتي
لوردةٍ في أصيصٍ على حافةِ نافذتي ،
فروتْها الوردةُ لعصفورٍ .
العصفورُ رواها لشجرةٍ .
الشجرةُ روتْها لغابةٍ .
الغابةُ روتْها لصحراءٍ .
الصحراءُ روتْها لنهرٍ ،
النهرُ رواها لنجمةٍ .
النجمةُ روتْها للمجرةِ .
لمْ أقصدْ
تمزيقَ بكارةِ المجرةِ .
فأنا لا أملكُ إصبعاً قادرةً على ذلِكَ مطلقا .

عن جودي أتاسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!