ديرعلا / بقلم: محمد صوالحة

هنا، وهنا فقط كل الأشياء تسبح باسم من أعطى ومنح. دير علا ، بأرضها المنبسطة كراحة اليد، بخضرتها الزاهية، بزراعتها المحمية يدهشك المنظر وأنت تتأمل المركبات وهي تتلوى في دروبها لتنقل خير الأرض إلى الدنيا .

فلهذا الطين أنشد شاعرالأردن:

والغور ما انفكت غدائر نبته زهوره تحنو على غدرانه

وقال:

و (الغور)مدهامة جناته وأنا في معشرمن بني قومي ميامين

من ديرعلا بقراها التي ما زالت تحتفظ بعادات أهلها حيث لا إذن للزيارة ،كما تحتفظ بخضرتها الدائمة  وإرثها، تحتفظ بدفء مشاعرها وحرارة الحب الساكن قلبها ، هنا أقف لأستذكر حديث أبي ، وكلمات أمي التي طالما اختلطت بالدموع وهي تتحدث عن تلك الفترة التي أعقبت معركة الكرامة الخالدة ، حيث كانت تشتعل حرب الاستنزاف على طول الواجهة ، أستذكر حديثهم عن الغارات الغاشمة التي راح ضحيتها الكثير من الأطفال والنساء و الأبرياء .

الغارات التي كان يشنها العدو كما يدعي كانت تستهدف رجال المقاومة، وويل لذلك الغاشم أما درى أن كل شيء هنا هو مقاوم من التراب للطير والشجر وحتى الإنسان المجبول من هذا الطين ،أسأل أمي لم البكاء وأنتم تتحدثون عن الشهداء ، وهم في جنات الخلد رفاقهم فيها الأنبياء وأولياء الله ؟

تقول: يا بني لو كتبت لهمالحياة لربما استطاعوا أن يغيروا من الواقع، أسأل أبي بخبث، يا أبي لم تسمونه عدوا وقد وقعت الاتفاقيات، وأصبح جاراًأردنا ذلك أم أبينا، أصبح صديقا، يستثمر الأرض والإنسان هنا،  يا بني، هل يعقل أن أمد يدي لأصافح من قتل ولم يرحم، هل يمكنني أن أحادث من جلد وحرق وشرد .

يا بني السلام المزعوم سلام حكومات ، وليس سلام شعوب ، وما لم يقرره الشعب أبدا لا يدوم ، أرد عليه بسؤال وماذا أنتم فاعلون ؟  الأمر يترك للأيام لتسطر ما يكون .

هنا تترك الروح تنصب  حبال العشق بين جبال البلقاء وجبال نابلس  لتتأرجح الحب حاديها ،  عشق السنا الإلهي هنا يناغيها ، والقلب ينشد سبحان من أبدع هذا التراب .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!