في أم الدنيا 8( مسجد الحسين ) بقلم : محمد صوالحة

انتقلنا بعد ذلك إلى حي الحسين ، وأيضاً كررت فعلتي الأولى ، بناء المسجد أكثر هيبة من مسجد السيدة زينب، ومساحته أفسح، وزواره هيئ إلي بأنهم أكثر، يقفون على الساتر الحديدي يلقون السلام على صاحب الضريح، يتشبثون به يدعونه وهم يبكون، يقفون على عتباته وهم خاشعون ، أنظر للشيخ بعين يملؤها الغضب ، وقلب حائر من سذاجة هؤلاء الناس ، وسكوت أهل العلم عما يحدث حولهم، وكأنهم يقرونه ، يكفرون المؤمنين.. ويسكتون عن الكفر الحقيقي ، الطقوس التي تمارس في السيدة زينب هي عينها التي تمارس في مسجد الحسين ، يقترب مني سماحة الشيخ ويحدثني باللغة الفصحى التي تظهر واضحة بها اللكنة المصرية..لماذا تنظرإلي هكذا ؟

لأني استغرب سكوتكم عن الكفر والشرك، وعدم توجيهكم لهؤلاء الساذجين، بأن هذه الأفعال لا تجوز، وإنهم آثمون عليها، إنهم يرتكبون الكبيرة التي لا تغفر.

– لا يا عزيزي إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى .
– إذا هل يجوز أن أشتم الذات الإلهية بنية سب الشيء اعتراف به ؟ .

– لا أنت بهذا تخرج من الملة؛ لأنه لا يتبع الشتيمة نية حسنة.

– لماذا يا سيدي؟ فأنا عندما أشتم أبيك مثلاً فإنني اعترفبأن لك أبا معروفا ومحددا .

– أي نقاش هذا الذي تقول به، أنت كافر وشيوعي ملحد، أنت الآن تدنس المكان الطاهر لوقوفك فيه .

– هل أشركت بالله مثلما يفعل هؤلاء ؟  عفواً ليس هم من أشركوا، بل أنتم يا من تنصبون أنفسكم أوصياء على دين الله، تهبون من تشاؤون شهادة الدخول إليه، وتحرمون من تشاؤون،آآه لو كنت ولياً للأمر .

– ماذا كنت ستفعل؟

– كنت سأنفيكم من الأرض لأنكم تعيثون فيها فساداً باسم الدين .

خرجت من المسجد وأنا ألعن اللحظة التي حادثت بها هذا المدعي، والذي يصلي الناس من خلفه ويقتدون بما يقول، عندما خرجت سألني أبو سليمان ما بي؟ فأخبرته بما حدث.

– يا أخي لا تجادل فهم إخوانيون ويعلمون ما لا نعلم.

لا يا عزيزي إنهم يأخذون من الدين اسمه والعمامة وإطلاق اللحى فقط، ويستغلون الدين العظيم، والقرآن الكريم وبعض الأحاديث لتمرير مصالحهم ، أي دين هذا الذي يعتنقون ؟ أليس هذا الذي يحدث في الجزائر ومصر وبلاد الأفغان منهم ؟

– يمكن.. قالها وهو متردد.

– لا يا أخي منهم؛ فهذه الجماعات التي أسسها حسن البنا على أساس تكفيري بحت، ومن بعده جاء (سيد قطب) إبراهيم حسين الشاذلي الذي كفر المسلمين كافة الأئمة والمأمومين، والنبي عليه السلام نهى عن تكفير المؤمن ما لم يثبت بالدليل أنه كفر؛ كأن يعلن عن كفره بالقول والفعل .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!