بِعَرقِ الحَشائِش أرَمِّمُ خُدوشَ الحُضُورِ/ بقلم :عبد اللطيف رعري/فرنسا

جَبهتِي خُدُوش  

طفُولتِي

لا تشْبهنِي طبعًا

ولا تُشْبهُ مَن يُشبِهنِي….

بيَاتٌ جنبَ الصّحُون,

 وعَرَباتُ بائِعِ الثمُورِ, وقذَرات بامتِيازٍ …

*****************************************

كُنْتُ أغتسِلُ بدَمعِي

وأغْزلُ مواويلَ الحِكْمةِ بقَلبٍ حَزينٍ..

أعُدُّ اللُّقيمَاتِ حِين الوِفاضُ يغْرقُ فِي اللاشَئ

 فأسْتكِينُ لِمَغصِي,

 علَى رتَابةِ سيِجارَة شقرَاءَ, لزبُونٍ اسْتثنائِي لا يكُفُّ عِن الكلامِ

*****************************************

 

كنْتُ شَبيهًا بالرّيح, لا أرِحَمُ الأورَاقَ الضَّعِيفةِ ..

أضَاجِعُ أنثاي مهمَا تشَكَّلتْ أطيَافُها

 وأشْكُو تفَاهتِي

 لمُجسَّمات تحْملُ قبُورَها فَوقَ أيادٍ مَبتُورَةَ الأصَابعِ ..

أدُوسُها بِنظرِي

 حتّى لا يستَفيقَ حَولي زِلزَال كاتْرينا  اللَّعِينِ,

 فيُمزقُ حجابَ براءتي

 بموجةٍ عاتِية…

*****************************************

 

كنتُ شقيًّا وأنا  أتهيئُ للرَّحيلِ

 في زَمنِ الرسُل والأنبياءِ…

شَريدًا بين حِيطانِ شيّدها ابن رُشد برَماد كتبه

 لِمُغازلةِ  ثمالتهِ الأخيرة

 عِلمًا أن انتِحَارهُ استِفاقةً لنهجِ العَقل.

*****************************************

 

كُنتُ بِكاملِ اللّهفةِ

إلى اصْطيادِ اللَّاوعي

 لكن شَيئًا مَا يخبرُ الأفقَ بِقدُومي حَافيا

فأمُوتُ دومًا

 خارجَ المدينةِ مَع الحَمقى ..

أحيانًا…

 وفِي ألفتِي يًنامُ حِاكِم الأطيافِ بِدُون عُيونهِ

 فَيستَحَالُ عليَّ التَّشرُدُ…

 والتَّمرُد ُ….

 والتَّفرُدُ …

لَكن قَرقَباتَ أسْنانِي بَديل للِعذابِ

*****************************************

 

كنتُ أضعُ زادِي في جُيوبِ العاصِفةِ

 وأضْحكُ فِي وجهِ جدِي

 ليظن أن ساعتي قريبة

 لانتهي من شُرودِي وَمن شرٍّ المُجازفاتِ

فكلَّما ثارَ غَضَبي أقبِّل جُدرانَ العِشقِ

 وألطم حذاءي بوجه الأرض

 وأسميه كما أشاء ..

عَجُوز أجْرب..

ملكُ البُخلاءِ…

مُياوم بنصْف ريالٍ…

بهْدلة أخِرِ ألازْمانِ

*****************************************

 

كانت أقفالي ترْتوي بصَدأ الرَّصيفِ ,

تكْفينِي حِينَها

خَبط عَشْواء علَى سَتائرِي لِكشفِ نوَايَاه

 وأشْيائِي بِدُونِ معْنى ..

أمَامَ خَواءِ صَدره.ِ..

وتاريخي الطفُولي بَسيطٌ لأبْسَطِ الغَاياتِ

لَكنْ بَسْمتِي ظَلَّت مُؤجَّلة

 حتَّى نهَايةِ فنْجانِ السُّم الذِّي أعَدَّه لِي….

*****************************************

 

كُنتُ  ظِلاً لظِلِّي

 حِينَ تخْتفِي الشّمسُ بلَمسةِ الرّب..

كُنتُ أعرّي الغِيابَ مِن عُقمِهِ…

كنْتُ أمَازحُ خطَواتِي لنَصِلَ قلْبَ الشّجَرةِ ..

كنت أسَاوي بين الوترِ,

 وثِقْل الصَّخرة ,

وأنْهِي لَحنِي بِصَرخةٍ صَامتة

 لآحَادِي ظِلَّ الله

 كَيْ أرَى مِحرَابَ العِشْقِ فارِغًا

 إلاّ مِن ورْدة

الجُلونارِ

*****************************************

 

كَانتْ بِيدِي كُلَّ التّذَاكر لأرْضِ الجُنونِ

 وَكانَ قارَبِي بَطيئاً مُتَهالِكًا فِي الدِّماءِ ..

وهَذا الجَناحُ الخَشَبِي لا يَلِينُ فِي وجْهِ الرِّيحِ

والقَمِيصُ المُطرَزُ بِعِطْرِ المَوتِ

 التَصقَ بِمجْدافِ المَتاهَةِ…

 وها أنا أدَاوِي خُدُوشِي كَمَا عَهِدتكُم

 بِعَرقِ الحَشائِشِ

 لأرَمِّم سَقفَ الحُضُورِ ….

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!