تعال نعيد الأمر بطريقة بدائية/ بقلم ايناس صلاح الدين

 

لا ترسل لي مقاطع مضحكة

و لا أرسل لك صباحات الياسمين الرقيقة أو الجلنار  الذي لا أعرف شكله

تبتعد  عن مناقشة مآلات الروايات العالمية

و أخبرك إنني لم أسمع شيئاً  عن حنا مينا

لولا اللجوء السريع لمحرك البحث وإنني تصنعت الوجه الباكي  المنهار الذي أرسلتُ

 

لاتحدثني عن بولوسكوني و الإلياذة و المارتيني

و مائة عام من العزلة  أو إلتفاتة أورفيوس و مكر آلهة الاولمب للسخرية من الإنسان و تعذيبه و الفقدان المطلق اللانهائي و الإنفصال القدري المحتوم لمن نحب ..

و لا أخبرك عن معايير الجمال  في بيجمليون

حدثني عن مذاق الشاي بالنعناع والسيرة الهلالية و الدرويش الذي استبصر في عينيك حبي

و أخبرك عن تسوس ضرسي و تنميل كتفي و عنقي عند النوم و إنني لا أنام ملتزمة بإتجاه واحد

 

تعال نعيد الأمر من زاويته المتوحشة …

تخبرني عن تناولك اللحوم النيئة في صغرك و حبك للأطعمة حادة المذاق  أحادية الطعم و أن والدتك لا تعرف البابركا و لا ورق اللورا  و إكليل الجبل و أخبرك تلذذي بالبطاطا النيئة و عن تناولي الورد و الصابون

عن شعور الغثيان من روائح العطور المختلطة و تفضيلك  رائحة التراب …

 

نعيد الأمر من زاويتة البشعة غير  التقليدية

عن كرهك لرؤية البحر و شعوري بالإختناق عند رؤية تمام القمر

وتتبعك على مدار يومين لكلب أعرج أو مراقبتي عجوز من النافذة

أو نعيده من زاويته الباردة ..تشد حزام الصمت على فكك وأجمد ( تمام و إخوتها ) ….أترك  إبتسامتك تتعفن في العراء و تنتفخ ….و تترك رسالتي بالوداع تتحلل ..

أو تعال نعيده من زاويته المنطقية كصديقين قديمين يتناقشان الأمر في حانة …نقاش لن يفهمه سوانا …

 

ربما هذا الحب لم تعد هذه الأيدي الحنونة الملساء اللينة تضمه !

ربما اصبح غولاً  خشناً  يحتاج إلى سواعد قوية و أيدٍ حديدية

أو أصبح هائجاً برياً و بربرياً يحتاج إلى حقول واسعة و ضِيع و سياج حول الكون …أو أبرح

 

الحب الذي كنت تلقنه في مراحله الإبتدائية و رياض النبضات كيف يفكر و يلمس الأشياء

تضخم وصار فتياً متمردا يحتاج دلائل مادية و وقائع موثقة كالتي تُعطى لمراهق ملحد وقح يفهم حجج الفناء و معطياته …

يبدو إنه وصل مرحلة الطوفان و التوغل و التعشب  و التجذر لأقاصي الروح و وقع أقدامه الجسورة تحدث التصدعات و التشقق …تفشى حتى في النخاع … تقسم إنه يلتهمك و يمضغك بلاهوادة  و أخبرك بإحتراق في العظام و جفاف في الإرادة و الآلام الهائلة  المفاجئة في جسدي

 

تعال نستشير المشاهدين و نقدم لهم حساب ختامي

حيث أن القصة كلها لا تُروى على مرة واحدة ..

فما الجزء الذي ترغبون أن نرويه  لكم الآن فتحصلون على قراءة سريعة لما بيننا ….!!!

حسناً …..إليكم لب الكارثة …تعصف الرياح بنافذتي … فتتكسر واجهات مدينته و يظهر و قد أفزعه عنف الحزن الذي تسبب فيه …

تحف أوراق الخريف شجرة التوت أمام بيتي ..

فتتكاثر الغربان على طعامه و تهجر العصافير قلبه إلى بلاد باردة بعيدة …

أفكرُ في حياكة مؤامرة ضدي  و قطع شريان اليد اليسرى …. فتملأ الدماء ملابسه و غرفته و الشارع

أثرثر بأحاديث و حكايات و أفتعل شجارات عنيفة  و تُهم ملفقة  …  فيقترب و يبتسم  بنظرة توحي بمعرفة الجانب الآخر من الأشياء

تفتك بي الهرمونات و أعراض الكتابة … فيأتي ب إبريق و صاج ل أتقيأ فيه

 

أتوعد خانقة بالغياب المَهيب في نبرة تهديد واضحة و في إنزعاج عارم

فينعم علي بيده و تعلو وشوشات الطمأنة و المديح بلا استخفاف  أو معايرة ..يبسط أوردته ليتبختر عليها كبريائي و ضعف الأنثي بي و حاجتي المكتومة إليه….

تعال نعيد الأمر بصورته النهائية

هذا الوحش الذي يلتهمنا لحما و عظم …

قدرنا اللذيذ الذي سنتكفل  إلى الأبد به

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!