حكايتي مع سجين / تكتبها الشاعرة مريم الصيفي

عام ٩٨ حين كنت مديرة تحرير مجلة الشراع الأردنية التي أصدرها المرحوم محمد الخماش ،،في ليلة رمضانية كان لي لقاء في إذاعة عمان ، سمعه سجين عراقي اسمه ناجي الجبوري رحمه الله ،،يمها كتب لي رسالة أرسلها عن طريق الصليب الأحمر ،،،وصلتني ورددت عليها ،،،وتواصلت رسائلنا ،،،وسأنشر تباعا بعض هذه الرسائل المتبادلة بيننا ، والت سأصدرها قريبا بعنوان (دقات على بوابة القلب )
الرسالة الأولى :
،،،،،،،،،،،،،،
السيدة الفاضلة / مريم الصيفي ” أم عمرو”
أكتب رسالتي هذه ولدي شعور كبير بأنها قد لا تصل إليك ،وربما ذلك ينبع أولا من ترددي في كتابة هذه الرسالة ،،وثانيا لأنني أكتب على عنوان تمكنت من تجميعه تجميعا من خلال حوار ،،ولا أعلم إن كان صحيحا أو لا ،،،وكأنني هنا أضع رسالة في زجاجة وأغلقها بإحكام بمليتة وأرمنها في البحر ،،،لعل وعسى ،،،ولكن ما الذي جعلني أكتب هذه الرسالة ،،،وقبلها من أنا ،،،،واسمحي لي سيدتي الفاضلة هنا أن أحاول توضيح الأمر ولو بدون ترتيب منطقي ،،،بمعنى أن يدخل أحد صالونك الأدبي ،،،ثم بعد ذلك يطرق الباب ،،،فاعذريه لأنه متردد ،،،ذلك التردد الذي يحمله الإنسان رغما عنه ،،،
يوم أمس الخميس الثامن من يناير ،كانون ثاني العاشر من رمضان المبارك كنت ما بين الثالثة والرابعة فجرا أستمع كعادتي للمذياع ،،وإلى إذاعة عمان على مائدة السحور ،،،ولم أنته بعد منوكتابة بعض الأشياء في دفتري الخاص حين لفت أسماعي كلمات الأخ المذيع عن الصالونات الأدبية ودورها الثقافي المؤثر وما إلى ذلك ،،،حين انتقل الحديث إلى حضرتك حين تناولت هذا الموضوع عن تجربة شخصية مهمة عن الأدب والأدباء عموما ،،،وبصراحة وضعت دفتري وقلمي جانبا لأستمع بإنصات إلى الحوار الذي يدور ،،وفعلا استمتعت به ،،وخاصة القصيدة آلتي وصلتك لك من الشاعر المغربي على ما أظن وردك عليها بكلمات جميلة ورائعة في قصيدة تدل على شاعرية صاحبتها وتمكنها اللغوي وعمق الإحساس في داخلها ،،،ولست ممن يملك الحق في إبداء الرأي وبالتالي التقييم ،،ولكن لعلني هنا أحاول فقط أن أسجل تقديري لكل من يضع لبنة في بناء الشعر وإعادة إحياء ما نفقده فعلا من اهتمام حقيقي بالأدب والشعر على وجه الخصوص ،،وحين علمت أن مجلة الشراع مجلة أدبية أو هكذا فهمت ،،،فكرت بكتابة هذه الرسالة لعلني أجد تواصلا أنا بحاجة إليه فعلا ،،،،ولكن من أنا؟؟؟؟
اسمي مكتوب على ظهر الورقة وعمري وعنواني ،،وأنا يا سيدتي الفاضلة نزيل هنا ،،،ولا أقول إنني شاعر ، فقد لا أستحق لقبا هكذا ،ولكن علاقتي بالشعر علاقة متينة وأساسية ولي محاولات ،،استطعت بحمد الله جمعها في ديوان أصدرته منذ سنوات ،،وأسأل الله أن يوفقني في إصدار ديواني الثاني الذي هو جاهز منذ فترة وإن شاء الله بعد فرجه سأقوم بطباعته ،،،وق نشر لي الكثير من المحاولات سابقا وأحاول الآن أن أجد لي طريقا للتواصل مع المهتمين بالشعر بشكل عام ،،،فهل بالإمكان أن توفر لي ( الشراع ) ذلك إن كانت محاولاتي صالحة للقراء ،،،هذا ما أتمنى معرفته من خلالك سيدتي الفاضلة معرالتفضل بإرسال عنوان الصالون الأدبي ،وعنوان واضح للمجلة ،،،،كان بودّي أن أرسل نموذجا من محاولاتي ،،،ولكن فليكن ذلك بعد الجواب على رسالتي ،،
مع خالص ودي وتقديري
ناجي الجبوري ١٩٩٨/١/١١ م

يتبع في رسائل أخرى

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!