خراب يعوى / بقلم : أحلام عثمان

كل مافي الأمر أنّي  امرأة مملّة

لاتفهم معنى أن تكون أكثر شغفاً وأقلّ برودة

تطهو الرّتابة في الواحدة ظهراً ،

وتغسل الأطباق قبل منتصف اللّيل ، أو تتركه ليطلع الصباح

-خشية إيقاظ الجنّ -.

 

مملّة لدرجة أني ضحكت على فيلم رومنسي وضعه  زوجي في سهرة عيد زواجنا الأول

و أطفأت شموع الحبّ في غرفة النوم لأنّي لا أحبّ تلك الإضاءات التي هي سببٌ في اتّساع أحداق الليل، كاشفاً عريّ المكان .

كان الأمر مزعجاً ،

ملامح التأففّ على وجهه كانت كافية لأنام بصمت سبع سنين وظهري يقابل ظهره كوجهي بابٍ في اتجاهين مغايرين.

 

من الهواء المتأجّج بالرّغبة ،والذي كان يضجّ في زوايا البيت  ، أنجبتُ قصائدَ لاصوت لها

لم يعلُ صراخها كنتُ أرضعها البرودة كي أرطّب حلقها

كنتُ أجلسها في حضني كجروٍ صغيرة أدرّبها على النباح

رغم أنّي كنت أعوي وأيضاً بصمت.

 

البيت الذي كنت أسكن به

الرّتابة النيّئة التي طهوتُها

أطباقها التي كانت تنزلق على درج الصباح ، عاكسة وجه القلق

الزوج دائم التأففّ والذي كنتُ شاهدةً على خسرانه..

جروي  الذي حكّ بمخالبه الصغيرة صوتي

فصرخ نصّاً مصنوعاً من كلّ ذاك الخراب.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!