ذكريات مبعثرة/ بقلم عبد الرقيب طاهر اليمن

من قلب تعز وهل لتعز قلب؟وهي قلب اليمن النابض،،،،من شارع جمال ذلك الشارع الطويل الذي يشبه شريان جسد مثخن بالجراح. . أفترش قطعة من كرتون على الرصيف أمام محل تفوح منه العطور ورائحة البخور مازلت أتذكر اسم ذلك المحل جيدا”… معرض الدبعي للعطور العالمية وانواع البخور العدني. . كان الاسم مكتوب بخط النسخ العريض على باب المحل ممزوج بلونين متداخلين الأبيض والاسود مع بعضهما البعض و أسفل الباب مكتوب بخط الرقعة زورونا تجدوا مايسركم….. أربع درجات أو خمس تقريباً مرصوفة بالاسمنت تفصل مابين أرضية الشارع وباب المحل الذي يرتبط بسلسلة طويلة من المحلات التجارية اقلب صفحات جريدة الجمهورية التي عادة” ماتحمل أخبار محلية كثيرة ومتنوعة أكثر مماهي عالمية. . عنوان بارز بالخط العريض الجيش اليمني يسيطر على جبال مران وأنباء عن مقتل زعيم الحوثيين وصورة اسفل المقال لمجموعة أفراد من الجيش اليمني يحتفلون ببنادقهم ويطلقون أعيره نارية في الهواء. .. لم اهتم بالخبر فجماعة صغيرة تسكن الكهوف لن تصمد أمام جيش مدرب كالجيش اليمني هكذا كنت أحس وأشعر من قاع قلبي .. وأؤمن إيمانا”عميقا” بأنها مجرد أيام وسيعلن الجيش اليمني القضاء على ذلك التمرد. هذه جماعة مجنونة كيف يتسنى لها مقاومة دولة كبيرة؟ ؟؟؟ كنت هكذا أتساءل مع نفسي دائما”. .. بائع الكتب المتنوعة يبسط الأرض كمتجر متجول ،،يعرض مالديه من كتب متنوعة ثقافية وأدبية واقتصادية وبعض من الرويات المشهورة. . الوقت ضحى والشمس باهتة ونحن شارفنا عاى الانتهاء من عام2006 أننا في أواخر فصل الصيف أمطار البارحة جعلت من حفر الشارع مأوى ومسكن لها .. كا أنية من فخار تشرب الحيوانات الضالة منها و العصافير التي تطربك اصواتها وهي تطير فوق المباني وتتسلق اللوحات الاعلانية المنتشرة على طول الشارع التجاري. . مجموعة من التلاميذ يمشون في الشارع يتعاركون فيما بينهم كل بضع خطوات…. من الزي المدرسي بالون الأخضر وحقائبهم المتواضعة بدو لي أنهم ينتمون إلى أسر فقيرة ومحدودة الدخل .. يقول أحدهم بصوت مرتفع انتبه ياعماد تكلم أخي فارس أننا هربنا من المدرسة في وقت الفسحة والله أبي بيقتلنا ضرب لو علم بذلك. . يضحك الآخر بصوت مرتفع ليرد والله اني بقول له أننا هربنا وقت الفسحة ولم نأخذ الحصة الرابعة والخامسة. …. فيرد أحدهم بلهجة سوقية أتحدى أمك تكلمه ويتعاركون من جديد …. .. فيصرخ أحدهم بلهجة تعزية بطلوا محانبه خلونا نمشي لعند عطير نأكل بطاط .. فيمضون بشقواتهم وضجيج صراخهم الذي يملأ الشارع. . تذكرت عطير ذلك الرجل القصير الذي يمتلك عربية يبيع بطاط وبيض مسلوق لها طعم ومذاق خاص في باب موسى. .. . شهرته كبيرة تكاد تنافس شهرة مطاعم كنتاكي في هذه المدينة. . مجموعة من البنات تسمع لوقع احذيتهن أصوات متداخلة على الشارع يبدو من احذيتهن ذات كعب عالي التي كانت موضة العام. …. عبايتهن ولثمهن السودا تجعلني أحس برغبة عارمة تفتك بقلبي ليختلس النظر لذلك الجمال المغطى بالأسود …. يحملنا حقائبهن الأنيقة على اكتافهن وبعض من الكتب الجامعية في اليد الأخرى. …. بائع عصير السوبيا الذيذ لا يزعجني صوته المرتفع برد برد برد برد يرد يزيد زخم لشارع بصوته المرتفع …… بائع اخر متجول بصفارته سكريم سكريم سكريم الكل هنا يعمل كخلية نحل في همه ونشاط لا أحد يعرف الكسل…. كشك 26سبتمبر الذي انوي الذهاب إليه يقع نهاية سور مبني إدارة التربية والتعليم. .. يجب أن اصعد على متن باص الأمر سيكلفني خمسة عشر ريالا” فقط. أريد أن أحصل على نسختي الأسبوعية من مجلة بازار الاعلانية. . ربما أجد فرصة عمل جديدة أقدم طلب فيها. .. سأزور صندوق البريد بالقرب من كشك 26سبتمبر لعلي أجد ردا”من إحدى الشركات التي قدمت فيها طلب على فرصة عمل. … يوم حافل سيكون لي في هذه المدينة الحالمة والوقت مازال مبكراً. …

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!