ذكريات مبعثرة (3) / بقلم : عبد الرقيب طاهر

ياإلهي……. لماذ جعلتني أدون بعض من ذكرياتي المبعثرة؟؟؟؟من انا حتى تستحق ذكرياتي كل هذا التدوين؟؟؟ غير رجل بسيط عاش في زمن التناقضات والسباق المحموم في خضم هذه الحياة وجوانبها الموحشة !!!! ألم أكن انوي أن أقوم بتدوينها على هيئة كتاب كبير؟ واخبئه في جوف صندوق مقفل الإحكام ،،ومن ثما أدفنه خلف التل الأخضرالذي يحتضن بيتنا من جهة الشرق …… إذا حصل عليه احدا” من الخلق حينها ظنه كنز ثمين وهرع لفتحه فيجده مجرد كتاب كبير يحتوي على ذكريات مبعثرة لإنسان عاش في هذا الزمن البائس منذ مئات السنين. .. لا يهمني بعد ذلك إن قام هو بنشره أو بحرقه أو إخراجه لناس .. ليعلم الجميع ما دار في هذا الزمن الموحش والبائس. .. اكون حينها أرقد بسلام أبدي متصالح مع النفس . ………………………… لا تضيع الوقت يارجل في هذه الترهات !!واكتب عن ذلك اليوم الجميل في تعز. …… لست أدري من أنت ؟؟ حتى تأمرني بالكتابة وتقحمني في أمر لا يحمد عقباه تبا” لك … حسناً حسنا” سافعل كعادتي لن اخالف لك أمر .. مدمت تدفعني للكتابة. …. هكذا يدور في رأسي هواجس غريبة وعجيبة كأنه شيطان الكتابة كما يبدو لي بعض الأحيان ………. لا يهمني من يكون شيطان أم ملاك؟؟؟ .!!! المهم إنه يدفعني دفعا” للكتابة ……………. كانت الشمس تبدو كفتاة خجولة تضهر من خلف السحب تارة”وتختفي أخرى. .. السحب المتراكمة تملأ السماء بلونها الأبيض الفاقع كقطن منفوش على سطح بيت مزارع على نهر النيل. ….. كنت شارد الذهن متأملاً كل من حولي كالفيلسوف الذي ينظر إلى الزمن بعقله وقلبه وليس بعينه. …. تهيأت الي النهوض وانا أطوي الجريدة التي كانت بيدي منذو الصباح الباكر استوقفني قدوم فتاة صبرية جميلة تحتضن سلة متوسطة الحجم لبيع المشاقر والزهور. . كانت قادمة من أعلى الشارع من ناحية الباب الكبير يبدو بأنها وصلت لتو من ريف صبر انتظرت لحضات وهي توالي الخطى كانت تقصد السوق المركزي على ما أعتقد. … فتاة جميلة بالفعل تبيع الورد تمنيت أن أكون حينها شاعرا” أو رسام لأدون تلك الحظة الجميلة وهي تحتظن السلة المليئة بالورد والكاذي. . هل كانت ستمر دون أن تلتفت آليا؟ ؟؟؟لست أدري!! أتذكر حين قلت لها بكم الكاذي؟ ؟؟؟وددت أن اتبع قولي ياكاذي انتي. ….. أقتربت مني وقالت بلهجة تحمل نكهة جبل صبر الشامخ تشتي( كاذي أو سواد أو حباق ) وهذه كلها أسماء للمشاقر بلهجتها المحلية. … كنت لا امتلك في جيبي غير مصروفي اليومي الذي بالكاد يكفيني لضروريات فقط. . لكني دون ادنى تفكير قلت بلهجتهم الصبرية الجميلة هيا عملي مشقر حالي على ذوقك. ….. لست أدري كيف استطعت أن أقول تلك العبارة للفتاة وانا لا أجيد حتى الكلمات الغزلية الجميلة فلم أكن أعطى هذا الجانب اهتمام كبير بسبب الظروف الصعبة التي كنت أمر بها. …. ذهبت الفتاة متجهه نحو السوق المركزي القديم وانا أرقبها حتي اختفت بين الزحام. …… اختفت الفتاة ورجع بصري خاسئا” وهو حسير انظر الي تلك الورود التي بيدي وأتذكر صورتها واشم ريحة أناملها وهي تلف لي ذلك المشقر الجميل. .. أتذكر اغنية أيوب محلى بنات الجبل لمن يطوفين المدينة بثياب الدمس فراسكك واصبر لمه تسبب ضرس. ….. رفعت نظري الي جبل صبر المهيب يالهيبة هذا الجبل الشامخ ما أعظم هذا الجبل يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى. …. تذكرت صديقي ياسر حين وصل لأول مرة الي تعز في سيارة عمه كان الوقت ليلا”،،،، وجد الأنوار الجميلة اعلى جبل صبر وهو قادم من مدخل تعز الشرقي قال لعمه لماذا النجوم في تعز قريبة جداً؟ ؟؟ ضحك عمه وقال مازحا” انتبه يابني أحد يسمعك من تعز،، هذه كهرباء صبر وأنواارها منتشرة وليست نجوم. …. كان ياسر الطبناني زميلي في الجامعة يضحك كلما تذكرهذه النكته مع عمه وهو قادم من مدينة النادرة ….. مااجمل تلك الشرفات إلا أنها تستخدم في الغالب لنشر الملابس والمفارش لعرضها لأشعة الشمس. ……. عليا أن استغل الوقت وأقوم في ترتيب بعض الأمور التي أتيت من أجلها من القرية. .. ساستقل باص إلي كشك 26سبتمبر ومن ثم أزور صندوق البريد وأعود الي مطعم الشيباني الذي أحب الدجاج البلدي والحلبة فيه وأعود الي لوكندة سد مأرب في شارع المغتربين. …. يوم حافل بالعمل كما اظن. …….. ع.ط

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!