ربما نبت لها ريش/ بقلم : محمد صالح

يا الهي

كيف أطير هكذا

كيف أحلق

كيف أتأبط سحابة وأمتطيها

كيف ألامس  قمم الجبال

وأطراف الأشجار  العالية

أتصفح الدعوات المكدودة الصاعدة اليك

وأتعثر في كل هذا السخط المشحون بالعوز

والأحلام المجهدة

كيف أصافح العصافير

كيف نبتت لي كل هذه  الأجنحة

هذا الريش لم يكن لي أبدا

وهذه الأرض لطالما ضاقت عليّ

وهذا الفضاء لطالما حلمت به

ولطالما تمنيت أن أحط علي شباك حبيبتي  كعصفور.

يا الهي

هذا الفضاء جد كبير

أكبر من كل العصافير بكل تأكيد

أكبر من كل معارفي عن الفضاء

كيف خلقت كل هذا الفضاء

كيف جعلته فضاء علي هذا النحو

بالتأكيد أنت تعرف حجم أحلامي

أحلامي التي تحتاج فضاء كهذا

كما تحتاج أجنحة لتطير .

كل الذين طاروا

صاروا ملائكة بالتاكيد

أوصاروا عصافير

أعرف صديقا لم يزل طائرا في هذا الفضاء الشاسع

منذ أمد بعيد

لم يزل يفتش عن قصيدة

تعود به الي داره

كي يهنأ صغاره بوجبة دافئة

كي تقول زوجته للجيران :

ها قد عاد اليّ متأبطا حنينه

وبين جنبيه فضاء أنا له

أنا زقزقته الأخيرة

وعشه الذي يكبر الفضاء .

يا الهي

لقد ضربت له موعدا ومضت

ربما امتطت صهوة الفضاء

ربما نبت لها ريش

وربما هو الآن

من كوة في القلب

يعاود الزقزقة .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!