رحل العطاء/ بقلم : سكينة شجاع الدين

 

رحل عنا واضعا بصمته
في حياتنا
تلوك الأحزان أرواحنا 
ويظل نزفها مستعمرا لهجسنا
كلما حاولنا التصديق
لما حدث
تعيد نزفها أوجاعنا
بقوة وحشرجة تكاد تخنق أوقاتنا العامرة
بسيرته العطرة
حتى وإن لم نلتق
أو نتحدث إليه
ليس شرطا أن نلقاه لنعرف مدى إنسانيته
يكفي موقف لنعرف
أي معدن يحمل بين جنباته
أي نبل يعامل الناس من خلاله
تبكي عليه قلوب الكثير
وتلتاع لفراقه
نفوس تشبعت بأخلاقه
ليس له غرض غير النبل
ولا هدف له غير السمو
فسما في حياته
وكان موته ساميا
له العيون تذرف دموعها
بغزارة
وتبكيه الحنايا أينما كانت وجهته
عرفته عظيما ومات عظيما
مهما نسجت الحروف
من خيوطها المبهجة
لتحيكها رداء لروحه العطرة
لن تفيه حقه
لكن عزاؤها أنه ذاهب إلى خير منا وأكرم وأعظم
يعامله بماهو أهله
وينزله حيث يليق بروحه
رحمات ربي عليه تهطل كما الأمزان على الأرض المتلهفة
لغيثه.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!