رسائل إلي أبي ألمتوفي منذ أعوام / بقلم عبد الرقيب طاهر / اليمن

 (الرسالة الأولى )

أبي الحبيب…… تحية ألسلام لروحك ألراقدة في عالمها العلوي،، أكتب لك هذه ألرسالة من ولدك ألمليء بالحزن والألم منذ أن تركته يكابد عناء ألحياة ألملئية بالحزن والظلم والتقلبات. . وآلدي الحبيب،،

ها أنذا أكتب لك هذه ألرسالة من تحت تلك ألشجرة ألمطلة على وآدينا ألفسيح. . حيث كنت تقضي جل وقتك هنا تحت هذه ألشجرة ألكبيرة . . هي لم تعد خضراء كما كانت ،،حتى ألعصافير التي كانت تحوم عليها وتبني فوق أغصانها الوارفة أعشاشها هي ألأخرى غادرت بلا رجعة .. لست أعرف يا أبي لماذا فعلت ذلك؟ ؟؟ رغم إننا في نهاية فصل ألربيع  ،، لكن الأمر يدعو للغرابة بالفعل ؟؟؟ وكأن هذه الشجرة  تشبهني تماما” ،،حزنت على فراقك وأفتقدت جلوسك تحتها وركعتي ألضحى التي كنت تداوم عليها حين تعود لتستريح في ظلها بعد أن تشق الأرض بمحراثك القديم وتصلح ميازيب الماء. . . .. فماتت هي الأخرى على طريقتها الخاصة. .. فالشجر موته لا يشبه موتنا ،،،ألشجر يموت واقفا ونحن حين يداهمنا ألموت تتنيح أجسادنا ألضعيفة،، فتلتفض أنفاسها الأخيرة في التراب. أنا على يقين يا أبي ألحبيب بأن روحك تزور هذا المكان بين الحين والآخر،، لست أدري مايدعوني لهذا الإعتقاد إلا أني أحس بأني أؤمن به وكفى. . الأرواح ألمؤمنة تمتلك حرية التجول بإذن ربها. . لذلك  سوف أكتب لك هذه ألرسالة وأضعها هنا تحت جذع هذه ألشجرة لعل روحك تمر عليها يا أبي.

أبي المتواري خلف التراب سأقول لك شيئاً لكنني أخشى أن تغضب مني وتحسبني عاقا” وجاحدا”. …. أنا لم أعد أتذكر يوم فراقك لنا،،،، ولست متأكدا كم مضى من الوقت حين فاضت روحك إلي بارئها. .. انا لست ولدا” عاقا يا أبي. .!!! حيث أني لم أكتب تأريخا” لرحيلك من دنيانا ألبائسة ،،لكنني لا أحب أن أتذكر يوماً كان فيه رحيلك وتأريخا” يذكرني بأفول نجمك. . ولا أحب أذكر لحظة أقتطعها الزمن لفراقك. …. فا أنا لا أحب كتابة تواريخ الأحزان ولا أحب أن أتذكر تواريخ الفراق لأني أن فعلت ذلك لربما ياسيدي كرهت تلك اللحظة التي أخذتك مني وأصبت بالتشاؤم منها للأبد. ….. سوف أكتب لك هذه ألرسالة التي تبد مملة وطويلة ودون فائدة تذكر. .. لكني لست أعلم لماذا أريد أن أكتبها وكأن روحي هي من تأمرني بذلك. . أو إن روحك هي من طلبت مني ذلك. . ما أعلمه بأني أريد أن أفعل هذا فقط. . هي ستبقى سرنا ألكبير يا أبي بعد أن أنهي ما كتبت سوف أقوم بدفنها هنا تحت جذع هذه الشجرة الكبيرة ولن أجعل أحدا” من الناس يرى ما فيها. .. أبي الذي غاب خلف ألتراب وهامت روحه في أعالي ألسحاب روحك تبدو كقطرة مطر معلقة بين الأرض والسماء. . هل أبدأ رسالتي فأقول لك من ولدك ألمخلص…… وأي مخلص أنا؟؟ وانا تركتك حين كنت في أحلك ألظروف يا أبي! ! لا لا.. لا ينطبق هذا ألوصف ألجميل عليا ولن أستحقه . سأقول من ولدك ألمحب. . وأي حب؟؟ هذا الذي أدعيه لنفسي وأنا الذي هجرتك حين كنت تحتاجني معك في خدمة الأرض وسقي الزرع في الحقول. … اوووو تبا” لي. .!!! ما هو ألوصف ألذي يليق بي يا وآلدي؟ ؟ حسناً. . سأقول من ولدك ألغريب نعم نعم هكذا أنا أشعر بقرارة روحي بالغربة تجتاحني وتحاصرني في كل مكان. . حيث فاضت روحك وأنا في تلك ألبلاد ألبعيدة … فلم أعلم متى فاضت روحك؟ وانتقلت إلى السماء في علييين. .. لم أعلم من شارك في غسلك؟ وحمل نعشك الي المقابر. .. ليتني كنت معهم يا أبي. .. ماذا ستنفع دموعي ألآن؟ ؟؟وماذا سوف يصنع حزني ألآن؟ ؟؟ وقد فات الأوان بعد عشرين عام. … قبل أن أكتب لك يا أبي أريد أن أخبرك سرا” فا أنا لم أعد أخاف من ألموت كما كنت سابقا” اخاف منه ؟ ؟ أتذكر حين مات جارنا حسن؟ ؟ وكنت صبيا” شارفت على سن ألبلوغ لكني حينها خشيت أن أنام وحيداً وفراشي بعيد عن فرشك في بيتنا القديم. .. .. كنت تحتضنني وتقول لا تخاف يا بني من الموت. .. ألموت حق علينا جميعاً. . كنت أرد عليك إني أكره الموت يا أبي وأتسال لماذا خلق الله ألموت؟ أليوم لم أعد أخاف من الموت يا أبي كما كنت أفعل. إذا أتى سوف أقابله مبتسما” ومرحباً كصديق قديم كنت أنتظره منذ زمن. …

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

2 تعليقات

  1. ليتني أستطيع أن أقول لك شيئاً. .
    غير كلمة رائع ومبدع. .
    انت كذلك بالفعل يا صديقي. .
    كاتب متميز تستطيع أن تسرق قلوبنا بحروفك. .
    لا تقلق من نقص المعجبين أو المتابعين يا عزيزي. .
    من يفهمك ومن يحس بحروفك هم مميزين مثلك. .
    يشبهوا احساسك وجمال روحك. .
    لذلك هم قلة. .
    فلا تستغرب ذلك. …

    التوفيق سيكون حليفك بإذن الله تعالى. …

اترك رداً على عامر قيد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!