رغبة عارمة تجتاحني
بأن أتقيأ ما تبقى لي من هذا العمر
و أتدثر بموج البحر
لعله يبحث عن رفيق
و لعل في أعماقه مأوى لغريق
إنما أخشى أن يثمل اليم
من فيض أحزان نازحة
سرقت الحرب من خطواتها الطريق
فتحيله غريقاً
و بدروب حرائقي أمواجه قد تضيع …
فأنزوي بإعياء اللاجئة لرغبة أخرى
رغبة بي مجنونة
بأن أتحول إلى غيمة
غيمة تحلق فوق كل معاركها الخاسرة
تجتاز أفق حروبهم الآثمة
لعل الضوء يصدق وعده
في آخر أنفاق البكاء
فأرتق ثوب الحلم
و أنهمر عطراً و سلاماً
و ياسميناً
يروي حكايا النور للربيع
إنما أخشى على الضياء
أن يخدش وجناته كسر أمل
ما زال يركب صهوه العناد
فيتبدد
و يعاود الإنطفاء بصمت مريع …
رغبة بعد رغبة
و انطفاء بعد انطفاء
أجدني أتوق لالتقاء الموج والضياء
فتتمدد أنفاسي على فراش الحنين والأشواق
و انتهي إلى ملامحك المسمّرة على عتبة الغياب
تراود ابتسامتي الواسنة
عن رونقها وإشراقة الآمال
فأعاود اقتراف الأحلام على أصوات الرصاص
بلون الجمر و شقشقة الصباح تارة
و تارة بلون العتم ونشيج الصقيع …
……………………………………………..
( تلك كانت رغبتي قبل عام … ومازالت )