صباح الخير يا ذكرى/بقلم:صابر بارشيد

أكتب إليك عادةً لأنسى، مواجعي كثيرة وهمومي أكثر، أجد في الكتابة ضالتي ومبتغاي، تنقذني الكتابة من كآبتي المزمنة، تعمل فيَّ مفعول الأسبرين، تُسكّن أوجاعي ولو مؤقتاً، فلا تلوميني إن اغدقت عليك الرسائل وتزاحم صندوق بريدك بحروفي .
مررت البارحة بشجرة السدر التي رسمنا على جذعها قلباً وسهماً ذات نهار ، هل تتذكرين ؟
نحتناه بأظافرنا ثم أسكنّا بداخله حرفين إنجليزيين .. لقد نما اللحاء وصار سميكاً ولم يعد لما نحتناه من وجود . تعافى الجذع تماماً من الخدش الذي سببناه، ولم أتعافى أبدا.
إقترب مني البستاني عندما رآني أحتضن الجذع، تركت الجذع واتجهت إليه ، سلّمت عليه فرد السلام، ابتسم ثم قال :
– لقد هجرَتك إذن ؟
= لم تفعل ، ولكنه النصيب .
– هكذا حال الدنيا يابني ، معاناة حتى الموت .
= هنالك ماهو أشنع من الموت سيدي .
ربّتَ على كتفي ثم مضى يحرث الأرض وهو يدندن ” الحب بلوى ياصحابي …………. ياريتنا والله ما حبيت ” .
مؤلم جداً ألاّ تشعر ، ألاّ يخالجك الحدس والنباهة ، والمبكي أن تكون سبباً في تعاسة أحدهم دون دراية . كأن تغرز سكيناً في بطيخة لتتأكد من نضجها ثم تتركها فريسة للحشرات والديدان لأنها لم تنضج بعد .
ليته يعلم ياذكرى إن التي أُحبها هي ابنته ، وأنه أحد أسباب شقائي، لكنني أعذره إذ لا يعلم وللأقدار آراء أخرى .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!